رغم الحملات العنصرية التي طالت اللاجئين السوريين في تركيا مؤخرا، وفي ظل حملات عنصريّة للشرطة التركيّة في للعثور على اللاجئين السوريين، بهدف ترحيلهم، يُواصل رجب طيب أردوغان، الرئيس التركي في خطابه "الإنساني" ضد اللاجئين، واصفًا ترحيلهم بـ "العودة الطوعيّة".

وشدد "أردوغان"، خلال خطابه، على إنسانية حكومته تجاه اللاجئين، في ظل العديد من الانتقادات الموجهة إليها، علاوة على رصد انتهاكات المتعلقة بالتعامل بترحيل اللاجئين.

إذ قال في كلمة مؤثرة له خلال مراسم تخريج دفعة من عناصر الأمن بالعاصمة أنقرة: "بالأمس سمعت أبًا سوريًا على إحدى شاشات التلفزيون، كان يقول: "اقتلونا، لجأنا إليكم أنتم إخوتنا للنجاة من "مجازر الأسد"، وإن كنتم لا تقبلونا، فاقتلونا".

كلمة أردوغان عن اللاجئين

واصل "الرئيس التركي"، حديثه "الإنساني" تجاه اللاجئين، واصفًا ترحيلهم بالعودة الطوعيّة، مشددًا على أن "تركيا أمة تحتضن المظلوم بصرف النظر عن لونه ودينه".

واستطرد "الرئيس التركي": "لقد فتحنا أبوابنا للاجئين الذين وصلوا إلى بلدنا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، وإذا حدثت كوارث مماثلة لجار آخر، فسوف نفي مرة أخرى بواجبنا تجاه الإنسانية وحسن الجوار".

ضد خطاب الكراهية

وأضاف "الرئيس التركي" بنبرة حادة: "لقد ورثنا هذا الموقف العاطفي عن أسلافنا فلا يمكن لأي متمرد أو محرض أو فاشي تغيير هذا الموقف العاطفي".

وشدد "أردوغان" على أنه " لا يناسب المسلم التركي أن ينحاز إلى جانب التحريض على الكراهية ضد المهاجرين، ومن غير المناسب لنا أن نحكم على المظلومين على أساس لون بشرتهم وأصلهم ودينهم".

وفي نفس الوقت، أشار "أردوغان"، إلى أن تركيا ستواصل البحث عن حلول دائمة لمشكلة الهجرة غير الشرعية عبر سياسات واقعية.

وتحدث عن "العودة الطوعية" مع استقرار أمني - على حد قوله – لافتًا إلى أن حوالي 600 ألف طالب لجوء عادوا إلى مناطق خارج سيطرة نظام الأسد ضمن مشروع سكني وضعته الحكومة التركية على مدى شهرين، وتهدف إلى إعادة 240 ألف أسرة أو مليون لاجئ.

والجدير بالإشارة أنه منذ مايو 2022، روجت تركيا  لمشروع "العودة الطوعية" للاجئين السوريين إلى سوريا، إثر تصريحات أطلقها "أردوغان"، شملت حديثًا عن إقامة منازل وتوفير السكن وسبل العيش في المناطق التي يعود إليها اللاجئون في شمال غربي سوريا.

وبشأن الهجرة غير الشرعية والحملة التي تشنتها السلطات التركية في الوقت الحالي في هذا الصدد، أوضح "أردوغان" أنه خلال الشهرين الماضيين، تم اعتقال 36 ألف مهاجر "غير شرعي" من قبل السلطات، تم ترحيل 16 ألفًا منهم.

قال: "من غير المقبول أن ندرج خطاب الكراهية ضد طالبي اللجوء، سوف نستمر في معالجة قضية الهجرة غير الشرعية، وسنتخذ الإجراءات وفقا لعقيدتنا والقانون ".

والجدير بالذكر أن "علي يرلي كايا"، وزير الداخلية التركي، أكد خلال مقابلة له نشرتها وسائل إعلام تركية أن عدد "المهاجرين الشرعيين" في تركيا يبلغ 4 ملايين و 888 ألفًا و 286 شخصًا، جميعهم عناوينهم محددة وواضحة لدى الدولة من دخول وإقامة وخروج، فيما يصل عدد اللاجئين السوريين تحت "الحماية المؤقتة" إلى ثلاثة ملايين و325 ألفًا و16 لاجئًا.