تشهد دول العالم حالة طوارئ جديدة، بعد اكتشاف مرض جديد غامض يؤدي إلى الشلل والوفاة في بعض الأحيان، دون معرفة أسباب هذا المرض، أو ما إذا كان يمكن أن يتحول إلى جائحة مرعبة وخطيرة تهدد العالم في الفترة القادمة أم لا.
وتم اكتشاف المرض في جمهورية البيرو التي تقع غربي أميركا الجنوبية، لكن الأطباء سرعان ما اكتشفوا مئات الحالات من هذا المرض الغامض، وتم تسجيل 4 وفيات بسببه حتى الآن، بحسب ما أورد تقرير نشرته جريدة "مترو" الصادرة في لندن، واطلعت على التقرير "العربية نت".
حصيلة الإصابات والوفيات
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "مترو" الصادرة في لندن، ظهر المرض في جمهورية "البيرو" الموجود بغرب أمريكا الجنوبية، ولكن سرعان ما سجل الأطباء مئات الحالات لهذا المرض المجهول، علاوة على 4 وفيات منه حتى الآن.
ومن جهتها، أعلنت السلطات في البيرو، حالة طوارئ صحية وطنية بعد أن أصاب هذا المرض الغامض المسبب للشلل أكثر من 231 شخصًا، وأسفر عن أربع وفيات منذ بداية العام الحالي.
وأشارت "الصحيفة"، إلى أن المرض الملقب بمتلازمة "GBS"، تسبب في حالة كبيرة من الذعر في أمريكا الجنوبية منذ بداية هذا العام، لكن ما هو ملحوظ ومروع هو أن أكثر من نصف الحالات حدثت في غضون خمسة أسابيع ضيقة، الفترة من أوائل يونيو إلى منتصف يوليو الجاري.
حالة نادرة تصيب الجهاز المناعي
في هذا السياق أوضح "الخبراء" أن متلازمة GBS هي حالة نادرة يتم فيها مهاجمة الجهاز المناعي للشخص والأعصاب الطرفية، مما يتسبب في ضعف العضلات وفقدان الإحساس في الأطراف، فضلًا عن مشاكل البلع أو التنفس.
يعاني معظم المرضى من شلل تدريجي يبدأ في القدمين والساقين وينتشر ببطء ليصل إلى الجسم كله.
وفقًا للأطباء في بيرو، تستمر الأعراض عادة لعدة أسابيع، وبعدها يبدأ معظم الناس في التعافي دون مضاعفات عصبية شديدة وطويلة الأمد.
بكتيريا في الطعام
تظهر عينات المرضى التي أخذها مسؤولو الصحة في بيرو أن المرض ينتقل عن طريق البكتيريا الموجودة في الطعام والمياه الملوثة.
لم تفرض حكومة بيرو ولا منظمة الصحة العالمية ولا منظمة الصحة للبلدان الأمريكية أي قيود سفر لاحتواء انتشار المرض.
إلا أن تقرير صحيفة "مترو"، قال إن تفشي المرض من المحتمل أن يؤثر على صناعة السياحة في بيرو، حيث تجذب البلاد أكثر من ثلاثة ملايين سائح كل عام.
أعراض مصاحبة للمرض
كما لفتت منظمة الصحة العالمية، إلى أن هذا المرض من المرجح أن يكون مهددا للحياة، إذ يجب إدخال مرضى "GBS" إلى المستشفى حتى يمكن مراقبتهم جيدًا، وتتضمن الرعاية الداعمة على مراقبة التنفس وضربات القلب وضغط الدم.
واستطردت "الصحة العالمية": "في الحالات التي تكون فيها قدرة الشخص على التنفس ضعيفة، يتم وضعهم عادة على جهاز التنفس الصناعي، ومن الضروري مراقبة كافة مرضى GBS لرصد كل المضاعفات، والتي قد تشمل ضربات القلب غير الطبيعية والالتهابات والجلطات الدموية وارتفاع أو انخفاض ضغط الدم".
والجدير بالذكر، لا يوجد علاج معروف لهذه المتلازمة، لكن العلاجات المتاحة يمكن أن تساعد في تحسين الأعراض وتقصير مدتها، نظرًا لطبيعة المناعة الذاتية للمرض، عادةً ما يتم علاج مرحلته الحادة بالعلاج المناعي، مثل فصادة البلازما لإزالة الأجسام المضادة من الدم أو الغلوبولين المناعي في الوريد، وغالبًا ما يكون مفيدًا عندما يبدأ بعد 7 إلى 14 يومًا من ظهور الأعراض، بحسب ما ذكرته "الصحة العالمية".
