هل توافق على بيع بصمة وجهك مقابل 200 ألف دولار؟، عرض مغري أليس كذلك، ولكن إذا شاركت في برامج معينة أو تريند "شوف نفسك بعد 50 سنة"، أو قمت بتحويل صورتك الشخصية إلى كرتون بالذكاء الاصطناعي فأت للأسف بنسبة كبيرة تعرضت لسرقة بصمة وجهك، فما هي بصمة الوجه ولماذا تباع بهذه المبالغ الباهظة، كل هذا سنتعرف عليه خلال السطور التالية.
سرقة وجوه البشر بالذكاء الاصطناعي
تقوم شركات الذكاء الاصطناعي بشراء وجه البشر، لاستخدامها في تقنيات الـ "Deep Fake"، على سبيل المثال شركة "Hour One" التي تقوم بتصنيع وجه رقمية تتحدث وتتحرك عن طريق الذكاء الاصطناعي.
وهناك شركة أخرى تدعى "Promobot" تقوم بشراء وجه الإنسان بـ 200 ألف دولار، مقابل التنازل عن حقوق استخدامه للأبد، حيث تستخدم بصمة الوجوه في تصنيع "روبوتات"، سيتم توظيفها في الفنادق والمولات بالمستقبل.
التنازل عن بصمة الوجه للأبد
لذا سارعت العديد من الشركات المجهولة بعمل "أبلكيشنز" لجذب عدد كبير من المستخدمين، كما تقوم بأخذ موافقتهم أثناء الاشتراك في "الأبلكيشن" للتنازل عن بصمة وجهم للأبد، على أسها "أبلكيشن" مشهور اشترك به العديد من الأشخاص حول العالم.
وفي هذا الإطار، شدد مستشار الأمن السيبراني، "جيك مور"، على عدم الوثوق في أي "أبلكيشن" نقوم بالاشتراك به، حيث تتضمن سياسات الخصوصية، التي تقوم بالموافقة عليها بنفسك، على تجميع بيانات خاصة بالمستخدم وتخزينها في سيرفرات الشركة، وللأسف يقوم الكثير من الأشخاص بالموافقة على هذه السياسات بدون قرأتها.
أبلكيشن "فيس آب" يسرق بياناتك
ومن أبرز هذه "الأبلكيشنز"، هو برنامج "فيس آب"، والذي ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2017، وتم تداوله بشكل واسع جدًا واستخدمه الكثيرين، فإذا كنت منهم وقد شاركت في تريند "شوف نفسك بعد 50 سنة"، فللأسف تضم سياسات الخصوصية الخاصة بهذا البرنامج، التي قمت بالموافقة عليها، أنه بالإضافة إلى صورتك الشخصية فأن البرنامج يقوم بتجميع البيانات والمعلومات، التي تقوم بالتطوع بها، "على حد تعبيره".
يقوم هذا البرنامج بمعرفة أسمك وإيميلك ومعلومات عن المتصفح الخاص بك، علاوة على معلومات عن المواقع التي تستخدمها، وكذلك الـ ip"" الخاص بك، والأخطر أن سياسة البرنامج تقوم بمشاركة كل المعلومات التي قمت بالموافقة على جمعها عنك، مع شركاء إعلانات، لذلك تظهر لك الإعلانات في الأبلكيشن مناسبة لك.
لا يمكن حذف صورك
ومن جهته، كشف مطور البرمجيات، "جوشوا نوزي"، إن أبلكيشن "فيس آب" بيأخذ كل الصور الموجودة على جهازك ويرفعها على سيرفراته، بدون أي إذن منك، حتى لو قررت حذف البرنامج ستظل صورك موجودة على سيرفرات الشركة، وإذا كنت ترغب في حذفها ستمر بعملية صعبة ومعقدة للغاية، حيث ستقوم بالتواصل مع إدارة الشركة بنفسك، كما هو الحال بالأبلكيشنز التي تقوم بتحويل الصور الشخصية إلى صور كرتونية.
تهديد من الأبلكيشنز
وفي عصر الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يتم تهديدك من "الأبلكيشنز" التي تستخدمها، هذا ما أكده الباحث "كيري بومان"، خبير الأخلاقيات البيولوجية في جامعة "Torronto"، كما حذر من وضع صورتك الشخصية في أي أبلكيشن أو قاعدة بيانات مجهولة، وغير معروف هوية المتحكم فيها.
وبدوره، أشار "أندرو كاوتس"، خبير الأمن السيبراني، إلى أنه من المستحيل معرفة ماذا يحدث بالصور التي يتم تجميعها من المستخدمين عقب تحميلها على الأبلكيشن، مما يعني أن سياسات الخصوصية لا تضمن الأمان.
وفي حال رغبتك في معرفة المزيد من التفاصيل عن أضرار ومخاطر هذه "الأبلكيشنز" و"سرقة الوجوه"، وإلى أي مدي يمكن أن يتطور الأمر، يمكنك مشاهدة الحلقة الأولى من الموسم الأخير من مسلسل "Black Mirror"، والتي تدور أحداثها عن سيدة تتفاجأ بأن قصة حياتها تعرض على شاشات التلفزيون ويشاهد العالم كله تفاصيل حياتها الشخصية، وعند محاولتها اللجوء للقانون تكتشف أنها متنازلة عن حقوق النشر بكامل إرادتها، لذا يجب عليك قراءة سياسة الخصوصية لأي "أبلكيشن" قبل الموافقة عليها.
