البوابة 24

البوابة 24

ما هي أسباب الغازات المزعجة؟.. وهذا ما تكشفه عن صحتك

الغازات
الغازات

تعتبر الغازات من المشاكل المحرجة التي يعاني منها الكثير من الأشخاص حول العالم، وهي جزءًا من عملية الهضم، إلا أن أسباب إطلاق الغازات متباينة، حيث تختلف من شخص لآخر، وقد تكون مدعاة للقلق في بعض الأحيان.

في هذا الإطار، كشف رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي للأطفال لدى مركز العلوم الصحية بجامعة "تينيسي"، الدكتور مارك كوركينز، أن هناك مصدران للغازات، وأنّ جزءًا ممّا نطلقه يعتبر مجرد هواء أي "التجشؤ"، ويقوم الجميع بابتلاع الهواء، بينما يبتلع البعض الآخر كمية هواء أكثر.

أسباب الغازات

1.jpg
 

أما أسباب الغازات، فأن السبب الرئيسي في وجودها هو لتخمّر الطعام في القولون، بحسب "كوركينز"، وهو أيضًا أستاذ بطب الأطفال.

وتابع "كوركينز": "يتضمن القولون لدينا على (مليارات) البكتيريا التي تعيش فيه.. إذا لم نهضم (الطعام)، فستعمل البكتيريا على هضمه".

ومن جانبه، أوضح الدكتور "ويليام تشي"، خبير أمراض الجهاز الهضمي في جامعة ميتشيغان، إنّ إطلاق الغازات يتم "ربما بين 5 و15 مرة يوميًا.. وهذا يعد أمرًا طبيعيًا تمامًا".

وأوضح "تشي"، أنّ الأمر يتعلق بالاختلاف في كيفية عمل الجهاز الهضمي لدى الأشخاص، والميكروبيوم الذي يتواجد في الجهاز الهضمي، وما يتناولوه كل هذه عوامل الأساسية لمعرفة مدى تكرار إطلاق الغازات، والكمية التي تخرجها، ورائحتها".

كما أشار الخبراء إلى أن عدد من الروائح يمكن أن تكون أكثر نفاذة من غيرها لهذه الأسباب، إلا أنه لا توجد أي روائح محدّدة تمثل علامات تحذير.

لا تعتبر الغازات دليلًا قويًا على صحة الأمعاء بقدر ما تشير إلى تواتر حركة الأمعاء،  وقد تساهم الخيارات الغذائية في بزيادة أو انخفاض إطلاق الغازات، وهناك نقاط محددة يجب عندها استشارة الطبيب.

عوامل انتفاخ البطن

وفي هذا السياق، أوضح "كوركينز"، أن الفلور تعد من الأمور المهمة، حيث تساعد الجسم على إنتاج الفيتامينات وإنتاج عدد من الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تغذي بطانة القولون لدينا، لذا فإنّ إطلاق القليل من الغازات (نتيجة لهذه العمليات) مفيد.

اتفق الخبراء أشاروا على أن سبب تكون الغازات، أو الكميات الزائدة منها، هو تناول الأطعمة التي يصعب هضمها وبالتالي تصبح أكثر عرضة للتخمر، وتشمل الأطعمة  بعضًا من الخضار، والفاكهة، والنشويات ومنتجات الألبان، مثل القرنبيط، والثوم، والتفاح، والخوخ، والحليب، والقمح، وشراب الذرة عالي الفركتوز.

ومن جهتها، قالت أستاذة الطب بقسم أمراض الجهاز الهضمي في جامعة كاليفورنيا، الدكتورة رينا يادلاباتي: "يتناول الكثير منا من دون دراية، الكثير من مصادر فودماب التي يصعب هضمها، إلا أن لكل شخص نمط مختلف قليلاً بشان بمدى قدرتهم على امتصاص واستقلاب هذه الأطعمة".

ينطبق هذا أيضًا على الكربوهيدرات الزائدة التي لا يتم هضمها وينتهي بها الأمر تخمرها في القولون.

من يعانون من الإمساك هم أكثر عرضة للإصابة بمشكلة الانتفاخ، أي أنه إذا تحرك الطعام ببطء شديد عبر القناة الهضمية، فسيكون لديه وقت أطول للتفاعل مع البكتيريا في القناة الهضمية، ولا سيما القولون، مما يترتب عليه تكوين المزيد من الغازات، بحسب ما ذكره الدكتور "ويليام تشي".

معالجة الغازات التي لا يمكن السيطرة عليها

2.jpg
 

إذا كنت تعاني من مشكلة الغازات المحرجة، والتي تسبب لك عدم الراحة أو تتداخل مع حياتك اليومية، فيجب عليك استشارة إلى الطبيب، وهناك طرق أخرى يمكنك تجربتها، حيث أوضح "تشي": "أنّنا سنستجوب المرضى بشأن كل من هذه العوامل المختلفة - النظام الغذائي، والميكروبيوم، ووظيفة الجهاز الهضمي - ونحاول تصحيح بعض تلك الأمور التي نعتقد أنها قد تساهم في مشاكل انتفاخ البطن".

ولفت "تشي": إلى أنه "إذا كان شخص ما يتّبع نظامًا غذائيًا غربيًا نموذجيًا يتضمن على العديد من الأطعمة المصنعة والكربوهيدرات - السكريات - فإن الامتناع عنها واتباع نظام غذائي صحي قد يكون مفيدًا للغاية".

واتفقت معه الدكتورة "يادلاباتي" أن اتّباع نظام غذائي لا يحتوي على العديد من عناصر "فودماب" ربما يكون أحد أكبر التدخلات التي نصحت بها مرضاها.

وفي حال إذا كنت تعاني من فقدان الوزن غير المقصود، أو ظهور دم في البراز، أو تغير بحركة الأمعاء - خصوصًا الإسهال المتكرر – علاوة على انتفاخ البطن المفرط، وفق كلًا من الدكتور "تشي" والدكتورة "يادلاباتي".

وأوضح "تشي": "أن هذه الأعراض قد تشير إلى وجود عدوى أو التهاب أو نقص في الإنزيم، ويمكن التعرف عليها جميعًا وعلاجها بمساعدة الطبيب".

كما توصي "يادلاباتي" بتدوين إذا ما كنت تعاني من الغازات، وأنواع الأنشطة البدنية، والوجبات التي تتناولها، حتى يتمكن الطبيب من تحديد الأنماط التي تعاني منها.

والجدير بالذكر أن "تشي" أوصى بتناول العلاجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل "سيميثيكون" أو الفحم المنشط، أو زيت النعناع المغلف معويًا، أو البروبيوتيك.

سي إن إن