البوابة 24

البوابة 24

كيف نجحت "حماس" في خداع إسرائيل؟.. مستوطنة وهمية وتكتيك غير مسبوق

طوفان الأقصى
طوفان الأقصى

ظهرت العديد من التفاصيل الجديدة، وسط تساؤلات تعصف بالسلطات الإسرائيلية بعد فشلها في توقع هجوم المباغت الذي شنته الفصائل الفلسطينية، صباح السبت الماضي، أو حتى الرد عليه بسرعة.

ووفقًا لما ذكرته وكالة "رويترز"، اليوم الاثنين، قالت عدة مصادر فلسطينية وإسرائيلية مطلعة، أن حركة حماس نفذت حملة خداع دقيقة، حيث تفاجأت إسرائيل بالهجوم، واستخدم عدد من أعضائها الجرافات والطائرات الشراعية والدراجات النارية من هزيمة أقوى جيش في الشرق الأوسط.

كما أفاد مصدر مقرب من "حماس"، إنه في حين تعتقد إسرائيل أنها تسيطر على الحركة التي أنهكتها الحروب من خلال توفير حوافز اقتصادية للعمال في قطاع غزة، فإن مقاتليها يتدربون، وغالبا على مرأى من الجميع، لافتًا إلى أن " حماس استخدمت تكتيكات استخباراتية غير مسبوقة لتضليل إسرائيل في الأشهر الأخيرة، عن طريق إعطاء انطباع عام بأنها غير مؤهلة ولا مستعدة للدخول في صراع أو مواجهة خلال التحضير لهذه العملية الضخمة".

اقرأ أيضًا:

مستوطنة وهمية

وكشف "المصدر"، عن أهم هذه الاستعدادات، وهي قيام حماس ببناء مستوطنة إسرائيلية وهمية في قطاع غزة، تمهيدا لشن هجوم وذلك من خلال التدريب على اقتحامها وعلى الإنزال العسكري، مضيفا أنهم كانوا يصورون مقاطع فيديو للمناورات، قائلا "من المؤكد أن إسرائيل رأتهم، لكنهم كانوا مقتنعين بأن حماس حريصة على عدم الدخول في مواجهة".

وفي الوقت نفسه، أقنعت "حماس" إسرائيل بأنها مهتمة أكثر بضمان حصول العمال في قطاع غزة، الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من مليوني نسمة، على فرص عمل داخل إسرائيل، وأنها غير مهتمة ببدء حرب جديدة.

أشبه بـ 11 سبتمبر

2.jpg
 

ومن جانبه، شدد المتحدث الرسمي باسم قوات الدفاع الإسرائيلية، الرائد نير دينار، على أن عنصر المفاجأة كان حاضرا، قائلًا: "ما حصل أشبه بـ 11 سبتمبر .. لقد تمكنوا منا".

كما تابع "المتحدث الرسمي"، قائلا: "لقد فاجأونا وجاءوا بسرعة في العديد من المواقع جوًا وأرضًا وبحرًا".

وإلى ذلك، أفاد متحدث آخر باسم الجيش الإسرائيلي: "اعتقدنا أن حقيقة مجيئهم للعمل وجلب الأموال إلى غزة ستخلق مستوى معين من الهدوء ولكننا كنا مخطئين".

وبدوره اعترف "مصدر أمني إسرائيلي آخر"، بأن حماس نجحت في خداع أجهزة الأمن الإسرائيلية، موضحًا: "لقد جعلونا نعتقد أنهم بحاجة إلى المال"، متابعًا: "لقد كانوا يشاركون في التدريب طوال الوقت حتى شنوا الهجوم".

وكجزء من خطتها، امتنعت "حماس" عن القيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل على مدى العامين الماضيين، حتى عندما شنت حركة الجهاد الإسلامي مجموعة من الهجمات الصاروخية.

اقرأ أيضًا:

مهندس مسيرات حماس

وفي السياق ذاته، أكد "المصدر"، إن ضبط النفس الذي أبدته حماس أثار انتقادات علنية وقتها من بعض المؤيدين، من أجل خلق انطباع بأن لديها ضعف اقتصادي ولا تنوي الدخول في الحرب، ويشار إلى أن إسرائيل طالما تفاخرت بقدرتها على التجسس على الجماعات الإسلامية، لذا فكان جزءا حاسما من الخطة تجنب التسريبات.

سرية تامة

3.JPG
 

كما أوضح "المصدر"، أن العديد من قادة حماس لم يكونوا على علم بالخطط، وخلال التمرين، لم يكن لدى المقاتلين الألف المشاركين في التمرين أي فكرة عن الغرض الدقيق منه، وعندما جاء اليوم الموعود، تم تقسيم العملية إلى 4 أجزاء.

مراحل الهجوم

وأردف "المصدر"، أن الخطوة الأولى كانت إطلاق وابل من الصواريخ، مكون من 3000 صاروخ من غزة، والذي تزامن مع عمليات تسلل مسلحون عبر الحدود في طائرات شراعية، وبمجرد وصول المقاتلين بالطائرات الشراعية إلى الأرض، استولوا على الموقع حتى تتمكن وحدة كوماندوز من النخبة من اقتحام الجدار الإلكتروني والإسمنتي المحصن الذي يفصل غزة عن المستوطنات والذي بنته إسرائيل للحد من التسلل.

اختراق الجدار الإلكتروني

بحسب ما ذكره "المصدر"، فأن المسلحون استخدموا المتفجرات لاختراق الحواجز ثم عبروها بسرعة على دراجات نارية، ووسعت الجرافات الفجوات ودخل المزيد من المسلحين في سيارات رباعية الدفع، كما هاجمت وحدة كوماندوز مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة وشوشت على اتصالاته ومنعت الأفراد من الاتصال بالقادة أو ببعضهم البعض.

وبالإضافة إلى ذلك، شمل الجزء الأخير نقل الرهائن إلى غزة، وهو ما تم تحقيقه في الغالب في وقت مبكر من الهجوم الذي تم في فجر السبت.

والجدير بالذكر أن الهجوم الذي تم تنفيذه، صباح السبت الماضي، أسوأ اختراق لدفاعات إسرائيل منذ أن شنت الجيوش العربية الحرب عام 1973، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 700 إسرائيلي، وأسر أكثر من 100.

العربية