البوابة 24

البوابة 24

"قط بتسع أرواح".. محاولات إسرائيلية فاشلة للقضاء على محمد الضيف

محمد الضيف
محمد الضيف

في خضم حرب قوات الاحتلال المعلنة ضد قطاع غزة، قامت إسرائيل الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والأربعاء بقصف منزل يعود لعائلة قائد كتائب القسام محمد الضيف جنوب قطاع غزة، وقتلت والده وشقيقه وحفيدته.

واعلنت صحيفة "هآرتس" أن جيش الاحتلال قصف منزل قائد كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس "مما أسفر عن مقتل والده وشقيقه وأطفاله وأقارب آخرين"، بينما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية إفادة عن فلسطينيين أن شقيق محمد الضيف ويدعى عبد الفتاح دياب قتل مع ابنه مدحت وحفيدته هالة في هجوم نفذ في جنوب غزة، وأن أفراداً آخرين من اسرة القائد العاك لكتائب القسام محاصرين تحت الأنقاض.

محاولات مستميتة لقتل محمد الضيف 

ولا يأتي الحدث فقط في سياق الانتقام الإسرائيلي من الهجمات الصاروخية والبرية في 7 أكتوبر وما بعدها، بل هو استمرار لمحاولات إسرائيل المستميتة للقضاء على قائد القسام "عدو إسرائيل رقم 1" لنحو ثلاثين عاما.

اقرأ أيضاً:

وبهذا الاستهداف، تكون إسرائيل عمليًا قد قامت منذ عام 2001 بثماني محاولات على الأقل لقتل القائد العام لكتائب القسام.

وفي محاولة إسرائيلية خلال عام 2002، بحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل"، فقد محمد الضيف بصره، وفي محاولة أخرى في عام 2006 فقد ساقيه وذراعه، بينما قتلت غارة جوية استهدفته في عام 2014، زوجته وابنة له تبلغ من العمر 3 سنوات وابنا رضيعا.

وهناك أيضا محاولتان إسرائيليتان للقضاء على قائد كتائب القسام جرتا في الحرب على غزة التي استمرت 11 يوماً في عام 2021.

بعدما نجا محمد الضيف واسمه الأصلي محمد دياب إبراهيم المصري من عدد هائل من محاولات الاغتيال الإسرائيلية، وُصف بأنه " قط بتسع أرواح"، فمن يكون "الضيف" الذي حاولت إسرائيل مرارا التخلص منه؟

من هو محمد الضيف

هناك ما يقال عن قائد كتائب القسام محمد الضيف على الرغم من وصفه بأنه شخصية غامضة ومجهولة، حتى لقبه الحركي "الضيف" جاء نظراً لتخفيه وتنقلاته من بيت إلى آخر في غزة، القطاع الصغير والمحاصر والمرصود إسرائيليا على مدار الساعة.

وتشير المعلومات المتوفرة عن "الضيف" إلى أنه ولد في عام 1965 في مخيم للاجئين في جنوب قطاع غزة، وأنه انضم إلى حركة حماس وهو لم يتجاوز العشرين عاما من عمره.

وبسبب صلاته بحركة حماس، اعتقلت إسرائيل "محمد دياب إبراهيم المصري" في عام 1990، ثم أطلقت سراحه في وقت لاحق.

images (59).jpeg
 

 يقال إن القيادي الشهير يحيى عياش المهندس الكهربائي والخبير في صنع المتفجرات، كان معلما لـ"الضيف"ومقربًا منه، وأن محمد الضيف خلف عياش بعد اغتياله في عام 1996.

كما وصف بأنه العقل المدبر للهجوم الذي شن في 7 أكتوبر في عملية "طوفان الأقصى"، وينسب إلى "الضيف" أنه يقف وراء صواريخ القسام، وأنه مبتكر منظومات الأنفاق في غزة، وأنه شكل فرقة من المقاتلين المدربين بطريقة احترافية وتقليدية، ويزعم أنه المسؤول على الكثير من العمليات ضد إسرائيل.

خبرة وذكاء الضيف

وصفت عدة تقارير الضيف بأنه يتميز بالصبر والذكاء وبخبرته في مجال الأسلحة، بالإضافة إلى حسه الأمني، وعدم ظهوره العلني لعقود، وابتعاده عن استخدام وسائل الاتصالات الحديثة، والاكتفاء برسائل صوتيه في معاركه مع الإسرائيليين.

اقرأ أيضاً:

وكتبت صحيفة واشنطن بوست في عام 2014 عن الضيف قائلة إنه "بالنسبة للفلسطينيين شخصية بطولية، أحد آخر قادة حماس المتبقين من الجيلين الأول والثاني، وهو يحظى بالإعجاب منذ فترة طويلة لتحديه لإسرائيل. ممثل مسرحي سابق، يقال إنه سيد التنكر، والمعروف بقدرته على التنكر والاندماج مع السكان".

بينما قالت صحيفة فايننشال تايمز، أن والد "الضيف" وعمه شاركا في عمليات ضد الإسرائيليين في نفس المنطقة تقريبا التي تعرضت للهجوم في 7 أكتوبر 2023.

ووجه محمد الضيف البالغ من العمر الآن 58 عاماً رسالة صوتية في 7 أكتوبر أعلن فيها انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، لافتاً إلى أن "الاحتلال ارتكب مئات المجازر بحق المدنيين، وسبق وأن حذرنا العدو من قبل، لكنه دنس المسجد الأقصى وتجرأ على مسرى الرسول، وهو ينتهك حريات حقوق الأسرى، والمستوطنون يعربدون ويسرقون ممتلكات المواطنين".

روسيا اليوم