البوابة 24

البوابة 24

مطالب إسرائيلية تزعج مصر.. والعلاقات بين تل أبيب والقاهرة تصل لـ "نقطة حرجة"

النازحون عند معبر رفح
النازحون عند معبر رفح

مع دخول الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية، اليوم الأحد، يومها التاسع من التصعيد، أكد "مصدر مصري" مطلع على تحركات القاهرة، إن المشهد في غزة معقد ومأزق كبير، حيث تواجهه جميع الأطراف الفاعلة في جهود وقف التصعيد العسكري في القطاع والأراضي المحتلة، ومحاولات إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة المحاصرة، مشيرا إلى أن "هناك أزمة كبيرة طارئة في العلاقات المصرية الإسرائيلية في هذه الأثناء".

مصر ترفض  تهجير أهالي غزة

1.jpeg
 

وكشف "المصدر"، عن موقف مصر من "التهجير القسري"، مشددًا على أن مصر "أكدت على رفضها التام فكرة تهجير أهالي قطاع غزة إلى شمال سيناء، حتى ولو كان مؤقتًا كما أدعت حكومة الاحتلال، حتى يتم الانتهاء من توسيع المنطقة العازلة بين قطاع غزة ومستوطنات الغلاف، لمسافة  تبلغ نحو 2 أو 3 كيلومترات".

وأردف "المصدر"، فقد "حاولت إسرائيل الضغط على مصر عن طريق الإدارة الأميركية، وأمام تلك الضغوط، شددت القاهرة  على رفضها مسألة فتح الحدود أمام النازحين، ومن جهة أخرى طالب مسؤولون مصريون الإدارة الأميركية بالضغط على حكومة الاحتلال، من أجل فتح ممرات آمنة لعبور شاحنات المساعدات الطبية والغذائية".

وقال المصدر إن "القاهرة لا ترفض فقط فكرة فتح معبر رفح أمام النازحين، إلا أنها بعثت برسائل رفض للأسلوب الذي تتبعه قوات الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أن الضغط على سكان شمال قطاع غزة لتهجيرهم بشكل قسري عن طريق شن ضربات جوية مكثفة على منازلهم، جاء ضمن تصدير مشكلة للقاهرة".

 وتابع "المصدر"،  أنه "حتى لو لم يعبر هؤلاء من الحدود إلى سيناء، وظلّوا في جنوب قطاع غزة، فإن مصر لا يمكنها أيضاً تحمل فكرة تواجد تلك الكتلة البشرية والتي تتكون من أكثر مليوني شخص على حدودها بشكل مباشر، حيث سيتسبب ذلك في حدوث أزمة حتمية بوقت لاحق".

كما لفت إلى أن "رسائل الخلاف والغضب بين الطرفان المصري والإسرائيلي تعددت في الساعات الأخيرة".

اقرأ أيضًا:

أزمة في العلاقات بين مصر وإسرائيل

2.jpg
 

وأضاف "المصدر" ، أنه "بعد الموقف المصري، قررت حكومة الاحتلال وقف إمدادات الغاز الواردة من حقل تمار الإسرائيلي إلى مصر، بزعم التهديدات الأمنية، بالرغم من عدم وجود أي من تلك التهديدات تجاه الخط الناقل لكميات الغاز المتفق عليها بين الطرفان، ولكن الهدف من القرار هو صنع أزمة لمصر".

وفيما يتعلق بما في يد القاهرة من أوراق يمكن استخدامها للتصدي لهذا الموقف الإسرائيلي، أوضح "المصدر"، إن وجهة النظر المصرية تشدد على ضرورة إدخال المساعدات إلى غزة فورًا، حيث سيعمل هذا على تخفيف شدة الضغوط على سكان القطاع، مما ينتج عنه عدم توجههم إلى الحدود مع مصر للحصول على ما يحتاجونه من غذاء وأدوية ومياه ومستلزمات ضرورية.

واستطرد "المصدر": "مصر لديها خيارات ربما ليست كثيرة إلا أنها موجودة، ولن تقف كثيراً عند حد الرفض الإسرائيلي لإدخال المساعدات، فهناك العديد من الطرق لإرسال تلك المساعدات، وما لا يمر من فوق الأرض يمكن تمريره من تحتها"، رافضاً الكشف عن المزيد من التفاصيل حول تلك العبارة.

وفي السياق ذاته، أشار "المصدر"، إلى أن مصر قد تلقت العديد من المطالبات من دول ترغب في إرسال المساعدات الإنسانية لسكان غزة، على رأسها الأردن الذي دفع بالفعل بطائرة مساعدات لا تزال محتوياتها موجودة في مخازن العريش، علاوة على تركيا التي جرى التعاون حول بدء جسر جوي لإيصال مساعداتها إلى غزة، فضلاً عن قطر والجزائر".

اقرأ أيضًا:

ممر إنساني من غزة

Capture.JPG
 

وحول الوفد الإسرائيلي الذي زار القاهرة أمس، نوه "المصدر"، إلى أن الوفد قد يمكن أن يكون جاء لاطلاع المسؤولين في مصر على الإجراءات التي يستعدون إلى تنفيذها في الأيام القادمة وتنسيق مسألة الممر الآمن لخروج الأجانب من قطاع غزة.

وأوضح "المصدر"، أن الجانب الإسرائيلي قدم تصوراً بوجود مراقبين في إطار وجود لجنة مشتركة من الجانبين للتأكد من عدم استغلال قيادات "حماس" والمقاومة للممر الآمن والخروج عن طريقه، على حد وصف المصدر.

شروط جدّية للممرات الآمنة

أما  عن التقارير التي أعلنت عن التوصل لاتفاق بين القاهرة وأمريكا حول استمرار تنفيذ ممر آمن لخروج الأجانب من غزة عن طريق مصر، أوضح المصدر أن القاهرة "بالفعل لا تمانع في تلك الخطوة، مع مراقبة تنفيذها التي تخضع لعدد من الجهات المختصة".

 واستطرد "المصدر": "لا تزال الضمانات المطروحة من واشنطن غير كافية"، منوهًا بأن القاهرة "تخشى أن يتم استغلال ذلك الممر كطريق لتمرير النازحين إلى سيناء، لاسيما أن الإدارة الأميركية لم تقدم تصوراً كاملاً حول تلك الخطوة ومداها الزمني".

واضاف "المصدر"، "الأمر يحتاج إلى موافقة حركة حماس وفصائل المقاومة على هذه الخطوة، وهو ما يعني أنه لا بد من وجود مقابل  يحصل عليه سكان غزة، وحتى الآن ترفض تل أبيب تقديم أي تنازلات في هذا الشأن".

وكالات