البوابة 24

البوابة 24

لعبة الاشتراطات بين إسرائيل وحماس.. الهدنة مقابل هذا الشرط!

تبادل الأسرى
تبادل الأسرى

مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ودخولها الشهر الثاني، وسط رفض عربي وإسلامي قاطع للانتهاكات، دفعت إسرائيل بآلاف الجنود داخل عمق قطاع غزة، علاوة على تواصل القصف المدفعي والغارات الجوية على القطاع.

يستمر التغلغل الإسرائيلي في القطاع، في ظل استمرار المحاولات الغربية والأمريكية لفرض هدنة إنسانية في غزة، حيث أعلن "بنيامين نتنياهو"، رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن تل أبيب لن توافق على "هدنة مؤقتة" في حربها ضد حماس دون إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الحركة في غزة.

ومازالت أزمة الأسرى معلقة وصداعًا مزمنًا في رأس "اليمين" المهيمن على الحكومة الإسرائيلية بقيادة "نتنياهو"، حيث تعتبر من أبرز أوراق الضغط بيد الفصائل الفلسطينية وحماس، في حين تقوم إسرائيل بممارسة نوعا من الفوقية في التعامل مع حماس واشتراطاتها بإطلاق سراح الأسرى قبل أي حديث عن هدنة لن تجري هذه المرحلة، فهل سينجح الضغط بالاتفاق على معادلة مرضية في لعبة الاشتراطات بين إسرائيل وحماس التي تحتفظ وحدها بأكثر من 200 رهينة؟

الفشل المطلق

images (22).jpeg
 

وفي هذا الإطار، "فراس رضوان أوغلو"، الباحث التركي المتخصص في الشأن العالمي، إن حكومة إسرائيل اليمينية خسرت مستقبلها السياسي كاملاً على حسب استطلاعات الرأي ومؤشرات الأحداث الراهنة، خصوصاً أنها جزء من منظومة دعائية "جيش لا يقهر" وبالتالي نتنياهو يعاني فشلًا مطلقًا في إحراز نصر مبين على حركة حماس والفصائل الفلسطينية.

وأشار "أوغلو"، إلى أن يقابل ذلك رغبة أكيدة في ما يسمى بـ "النصر التام" ممثلًا في "اللا تنازلات" واستعادة الرهائن أولًا قبل الهدنة، والقضاء على حماس والفصائل المسلحة وتهجير الفلسطينيين إلى الجنوب.

وأردف "فراس رضوان أوغلو"، أن الرهائن هي قضية الساعة في إسرائيل، لاسيما وأن أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس أخذوا يصدرون لهم جوازات سفر أجنبية سعيا لدفع جهود الإفراج عنهم، بحسب ما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية.

وكشف "أوغلو"، للعديد من المؤشرات التي تدل على فشل لعبة الاشتراطات الإسرائيلية لصالح حماس في مسألة الرهائن والهدنة.

وأتضح للرأي العام الإسرائيلي فشل حكومة "نتنياهو" في الوصول إلى حل لأزمة الرهائن رغم مرور شهر.

اعترفت حركة حماس الخطأ الأول بالإعلان عن تعرضها لحياة بعض الرهائن مع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة، حيث قامت "حماس" بإطلاق سراح الرهائن لدواع إنسانية وآخرين دون أي شروط، ما أظهرها في موقف أقوى وأكسبها المزيد من التأييد.

إسرائيل لن تستجيب

وعلى الرغم من الشروط الإسرائيلية أنه لا هدنة أو مساعدات إلا بالإفراج عن الأسرى، أفادت مصادر فلسطينية ومصرية لصحيفة "هآرتس"، الأربعاء الماضي، أن مصر على وشك الإعلان عن هدنة إنسانية في قطاع غزة مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى المحتجزين لدى حماس.

وفي السياق ذاته، يرى "أحمد سلطان"، الباحث المتخصص في الشأن العالمي، أن الجانب الإسرائيلي لن يستجيب للضغوط الدولية، خصوصًا الأميركية، ولن تنظر إلى الجهود العربية المبذولة لوقف إطلاق النار، لأنه يرى أن هذا يعتبر هزيمة استراتيجية وانتصار كبير لحركة حماس، ومن المتوقع أن تستمر الحرب بناءً على تصريحات نتنياهو، وقادة الجيش، التي تؤكد أن الهدنة لن تتم قبل القضاء على حماس.

وأردف "سلطان"، إن هناك اشتراطات كبيرة وعقوبات هائلة تفرضها إسرائيل في سبيل الهدنة من بينها شروط وضعتها على "رقبة" الجيش الإسرائيلي نفسه بالقضاء على حماس قضاءً متفقًا؛ وهو أمر لن يتم. 

وتابع "المحلل الدولي"، أن حماس تمتلك مواقع استراتيجية والعديد من المنصات وأغلبها سرية ومن المتوقع أن يدوم الأمر لعدة شهور أو ربما سنوات، وهو ما ستعجز تل أبيب عن الاستمرار به نتيجة المقاومة والضغوط العالمية وأزمة الاقتصاد، بالإضافة إلى إن أصوات الضغط الداخلي الرافضة للحرب.

واستطرد "الخبير"، أن إسرائيل لديها استراتيجية خاصة للتعامل مع أزمة الرهائن في مقابل الهدنة:

  • تنحية حكومة تل أبيب ورقة الرهائن جانبًا منذ 7 أكتوبر 2023.
  • استعادة قوة الردع من جديد تظل الرغبة الأولى لدى قادة إسرائيل بدعم أميركي.
  • تعتبر إسرائيل الاستسلام لضغوط حماس في مسألة الهدنة مقابل الرهائن أمرًا "مرفوضًا".
  • تشير تقارير إلى أن الضوء الأخضر الأميركي والدعم الغربي الواسع لإسرائيل منذ أكثر من شهر، هو ما يمنحها الرفض للمبادلة السياسية "الرهائن مقابل الهدنة".

والجدير بالذكر أن موقع "بوليتكو" الأمريكي، اكد في وقت سابق أن المسؤولين الإسرائيليين يبدون تفاؤلا حذرا حول الوصول إلى صفقة تبادل رهائن مع حركة حماس، بالرغم من القتال منذ نحو 36 يوما.

سكاي نيوز