البوابة 24

البوابة 24

الموافقة على الصفقة!

بقلم: ميسون كحيل

استخدام الكلمات وبعض المصطلحات لا تجوز بالمطلق عند قول الحقيقة والحقائق، فالحرب الدائرة الآن في قطاع غزة بين طرفين فقط هما اسرائيل وحركة حماس والبقية مجرد تحصيل حاصل لا انكر وجودهم لكنهم بعيدون عن امتلاك القرار الذي يفضي إلى استمرار الحرب أو ايقافها. وضروري تسمية الأشياء بمسمياتها تساعد على فهم الأمور ولا تقود إلى التضليل. لذلك فإن تسريب الأخبار والمعلومات عن اجتماعات وتشاورات بعض الفصائل والشخصيات لإتخاذ الموقف النهائي بخصوص هدنة الصفقة المعلنة تندرج ضمن رغبة حركة حماس في عدم تحمل المسؤولية كاملة عن قرار القبول في الصفقة أو رفضها. و لا شك حسب التطورات بأن طرفي الحرب يرغبان في هدنة توقف الحرب لكن كل منهما يريد الخروج المشرف دون ادنى تفكير بحجم الدمار وأعداد القتلى و الشهداء و الجرحى ولا في شكل النزوح و تأثيراته حيث لا يوجد اختلاف بين الطرفان في موقفهما عن شخص يجلس على شرفة تطل على بحر البوسفور وفي نفس الوقت يدعو الناس الى الصبر والصمود والقتال موضحا ان النصر على مرمى حجر و نهاية الإحتلال اقتربت! 
 اسرائيل ليست معنية بأسراها الموجودين لدى حركة حماس لكنهم ورقة رابحة بالنسبة لها في حال الإفراج عنهم و في نفس الوقت لن تقبل بالهزيمة في حال موافقتها على الصفقة من اجل أسراها لذلك لا يمكن ان تقبل بإنهاء الحرب بشكل نهائي من أجل أسراها وسترفض الإنسحاب من قطاع غزة بالكامل. أما حماس فلا يشغلها ما يتعرض له أهل قطاع غزة كثيرا بقدر رغبتها في الصمود للنهاية والبقاء وتعتبر الأسرى لديها ورقة رابحة ايضا يمكن الإستفادة منها لوقف الحرب واستمرار حكمها وسيطرتها على القطاع.
إذن ما الحل؟ طالما ان الطرفين هدفهما البقاء وليس اي شيء اخر كأولوية. لا الأسرى بالنسبة لإسرائيل ولا أهل غزة بالنسبة لحركة حماس!! بالتأكيد سيكون الحل في النهاية مؤقت و مرحلي وضبابي المستقبل بحيث ستقبل حركة حماس في الصفقة كما هي بغطاء فصائلي مع الطلب من الوسطاء الاستمرار في المفاوضات خلال فترة الهدنة وذلك لتحقيق مطلب وقف وإنهاء كامل للحرب.كما ستقبل اسرائيل
بالصفقة التي تضمن لها عدم الإنسحاب الكامل من القطاع والبدء في تنفيذ الإفراج عن أسراها. ونحن هنا أمام وضع مستقبلي مجهول وسيناريو متعدد الأوجه والمسارات لما سيحدث مستقبلا حيث ستتوقف حركة حماس في نقطة معينة في قضية الإفراج عن الأسرى والبقاء على مجموعة منها لضمان إنسحاب جيش الإحتلال من القطاع قبل تنفيذ الإفراج عن بقية الآسرى وهنا ما قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر وإستئناف الحرب بحجة استمرار وجود أسرى لدى حماس. والمخرج هنا قد يكون في تحقيق إسرائيل عددا من المكاسب تتعلق بالإفراج عن بقية الأسرى والإتفاق مع مصر على النظام الجديد للمعابر و تواجد الرقابة الإسرائيلية عليها والتواجد على كافة المناطق الحدودية مع القطاع  وحينها قد تتوقف الحرب وسينشغل العالم أجمع في إعادة قطاع غزة إلى ما كان عليه وستبدأ معها معاناة جديدة سيعرفها الناس في حينها وستعمل اكثر من جهة على فرض حالة فلسطينية جديدة لا يستطيع احد ان يتنبأ بها. و قدرنا ان ننتظر و نتماشى مع رغبة الطرفان وحسب مصلحتهما في الموافقة على الصفقة .

كاتم الصوت: تبييض قطاع غزة عنوان رئيسي في الحرب أما السجون فقد تضاعف فيها الآسرى.

كلام في سرك: وقع اهل غزة بين عدة اطراف! الاول الموت لهم والثاني الموت او الحكم والثالث الموت ولا للمغادرة. يعني الموت!

رسالة: التريث و ضياع الوقت لإعلان الموافقة على الصفقة يكلف سقوط المئات من الشهداء. اعلنوا موقفكم وخلصونا لان التلاعب في اعصاب الناس مش لعبة. عاملين انكم ثقال مش علينا هاي الأفلام. احتفظ بالأسماء

البوابة 24