مزاودة وفلسفة (أوسلو)

بقلم: ميسون كحيل

يقال إن المفلس يعود للتفتيش في دفاتره القديمة، ربما يعثر على شيء ينقذ فيها نفسه، فرغم أن الظروف التي نعيشها الآن ليست الوقت المناسب للرد على من لم يتوقف عن شتم مضمون اتفاقات اوسلو وشتمنا بطريقة مؤدبة على اعتبار اننا مؤيدون لأوسلو.
 الأمر احيانا يحتاج الى توضيح. فبعد الخروج من بيروت و توزيع القوات كافة على عدد من البلاد العربية وافتقاد الثورة لقواعدها وابتعادها عن المناطق الحدودية لفلسطين المحتلة اضافة لعدد كبير من المشاكل التي لا يعلمها كثير من الفلسطينيين كان لا بد من اختراق سياسي ما؛ فكان اوسلو بإيجابياته وسلبياته. وسواء كانت الاتفاقيات مقنعة او غير مقنعة فعلى غير المقتنعين به توضيح ما الذي أجبر القيادة الفلسطينية على الذهاب لأوسلو أليس افتقاد الثورة لترابط الزمان والمكان و اجبارها على الخروج من بيروت. أليس اختلاف موازين القوى و تأثيرها ثم ألم يكن الخلافات العربية و تراجع الأمة أيضا سبب.

إن اتفاقات أوسلو فتحت الأبواب للفلسطينيين و وفرت لهم ما يثبت وجودهم كجنسية و جواز سفر و عودة الالاف من الفلسطينيين. بعد أن أصبح المنفى غير صالح للبقاء فيه وغير آمن أيضا. نعم هناك سلبيات لكنها ليست بالقدر الذي يساوي ان يصادر القرار الفلسطيني في بعض البلاد العربية، وان يحاصر الشعب و قوات الثورة من نظام عربي، وان يلاحق ويهان! 

نعم إن القيادة الفلسطينية كانت تدرك حجم التضحيات والتنازلات التي قدمتها، لكنها أيضا كانت تراهن على نمط معين من المتغيرات . فكان القرار في النهاية العودة الى الوطن والاندماج مع الشعب وبناء ما يمكن ان يحقق اكتمال الصورة. و يبقى الطرف المضحك في القصة الرافضون لأوسلو مثل الجبهة الشعبية والجبهة الديقراطية و من لف لفهما، و أخيرا حركة حماس!! أما لماذا طرف مضحك؛ ذلك لأنهم جميعا عادوا واستغلوا أوسلو وشاركوا بمؤسسات السلطة صناعة أوسلو حتى أن حركة حماس عادت وشاركت بانتخابات المجلس التشريعي وفي الحكومة الفلسطينية؟!. وامتد الأمر الى عقد الاتفاقات مع الجانب الاسرائيلي لتوفير أمن الحدود وحرية الحركة وغير ذلك من المطالب! وسبحان الله و باختصار أصبحت أوسلو ليست خيانة.

أما الحقيقة وبعيدا عن النيات السيئة للاحتلال فالذي أفشل أوسلو أطراف التعصب عند الإسرائيليين و الفلسطينيين. ولذلك تم اغتيال رابين من جهة ومن جهة اخرى لم تتوقف حماس في ذلك الوقت عن ما يسمى بالعمليات الإستشهادية.

أخيرا لا ندافع عن اوسلو بإستماتة، ولا نعيش في بلاد الواق الواق، والاحتلال جاثم على صدورنا في الوطن. و لقد كان اوسلو نافذة أمل للشعب الفلسطيني في الداخل، ولقوات وابناء الثورة الفلسطينية وعدد كبير من الشعب الفلسطيني في الخارج، كما اننا نعلم جميعا الظروف التي مرت بها الثورة الفلسطينية من الضياع والتشتت، و صعوبة الحياة على ابناء الشعب الفلسطيني ممن حتى لا يمتلكون في ذلك الوقت ورقة تثبت انهم بشر أو انهم فلسطينيون وأقول هذا بدون مزاودة وفلسفة (أوسلو).


كاتم الصوت: غالبية الرافضون لأوسلو أصبحوا مدراء و وزراء أما نحن فتراب الوطن يكفينا.

كلام في سرك: أوسلو أفشل حلم إسرائيل الذي يحاول نتنياهو الان اعادته.. فمن السبب؟!

رسالة: انهم الرافضون الأوائل، والمشاركون اللاحقون، والمزاودون بالوطنية ، وناكري الجميل من الفصائل والمنقسمون وداعميهم. احتفظ بالأسماء.

البوابة 24