الانهزامية يا أبو ستة؟

بقلم: ميسون كحيل

ابو ستة يقال انه مواطن فلسطيني لكنه يقيم في الخارج، ويمارس هواياته ويأكل من اشهى الأطباق، ويتناول اطيب المشروبات والأهم أنه ينام على سرير عريض ويضع راسه على وسادة من الديباج. لا يقلق في نومه، ولا يوجد ما يجعله يتعرض للأرق. والأهم يأخذ حمام دافىء في الصباح و بارد في المساء، ويستخدم كل أنواع المنظفات التي تنظف خارجه لكنها لا تؤثر عما في داخله. ينظر من بعيد على قطاع غزة وأهل القطاع، ويشاهد قتل الأطفال وحسرة الأمهات، وألم الرجال ولا يعرف معنى النزوح و لا الخوف، و لم يعتد على أصوات الرصاص والقنابل والصواريخ، و الأهم انه لا يعرف كم و كيف يموت الفلسطيني في خيمته وأي البلاد التي ينتظر فيها نهايته. 

هذا المواطن الفلسطيني حسب قوله قرأ مقال نهاية رجل شجاع (نتنياهو) ولم يعجبه ما ورد فيه ووصفه بالانهزامية لأنه مقال يتضمن الحقيقة التي يجهلها، ولا يتضمن عبارات التضليل التي يتقنها، ويختبئ كغيره بينما يطلب من الآخرين الموت بحجة ان ذلك الموت من اجل فلسطين، وليس لهدف آخر وفلسطين براء منه ومنهم. فمن يريد ان يقاتل لا يدعو الناس للقتال، وهو يختبىء ولا يقرر طريقة موتهم من أجل أن يعيش هو.

لإتخاذ قرار القتال أصول و متطلبات و مشاركة الجميع دون تقديم الناس وجبة للعدو، والمصلحة والأهداف واحدة تتعلق بمصلحة الوطن وأهداف الناس الوطنية مع ضمان حمايتهم وصمودهم لا في تركهم يواجهون العدو وحدهم بينما الداعي للقتال مختبئاً فالشجاع الذي يريد ان يقاتل عليه ان يواجه ويتحمل مسؤولية قراره ولا يتوسل لوقف القتال الذي فرضه على الناس.

ان المقال يا ابو ستة لم يشير إلى الانهزامية كما تدعي بل الى رجل شجاع نفتقد مثله، والمقال حاول ان ينبه الجميع الى شجاع لم يعط اي اهتمام للمجتمع الدولي، وأصر على مواصلة القتال حتى تحقيق أهدافه ومصلحة بلاده، أما انت فماذا فعلت غير القول الذي لا تعرف غيره و هو عبارة عن دعوات الآخرين للموت بينما انت بهندامك الجميل تحتفل بعيد ميلادك في بلاد تستقر فيها بهدوء! ألست أنت من يتحلى هنا بالانهزامية يا ابو ستة؟

كاتم الصوت: لماذا لا يحق لأهل القطاع الخروج الى الشوارع للمطالبة بوقف الحرب واعلان رفضهم للحكم السائد في غزة؟

كلام في سرك: مستقبل قطاع غزة قاتم ومظلم ويقع بين حالتين كلاهما احتلال. فأي نظام حكم يرفضه الناس هو احتلال.

رسالة: الحدود مفتوحة من كل الإتجاهات فمن يرغب في القتال ضد العدو قادر على المشاركة. بلاش بعبعة على الفاضي. احتفظ بالأسماء

البوابة 24