سيوف نتنياهو لن تنقذه ولن تنقذ دولة الاحتلال

بقلم: نعمان توفيق العابد

لا زال رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته النازيه يفكرون فقط في الحل الامني والعسكري لانهاء الصراع العربي الإسرائيلي ولإنهاء وشطب القضية الفلسطينية، رغم تجريب هذا الحل منذ عشرات السنوات ولم يؤدي لا إلى سلام ولا إلى أمن لدولة الاحتلال ولا للمنطقة، ولم يستطع هذا الحل إلى شطب القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني عن ارضه ووطنه، رغم كل محاولات الترهيب والترغيب التي استخدمت طيلة السنوات الماضية….

الفتره التي نستطيع القول ان المنطقة عاشت بأمان وسلام نسبي، هي فترة ما بعد توقيع اتفاقية اوسلو والبدأ بتطبيقها، وهذا سببه لان الشعب الفلسطيني شعب يرغب بالعيش بسلام وأمان ومحب للحياه ، ولكن بدل ان تستغل حكومات العدو هذه الصفه وهذا الايمان في سبيل تحقيق السلام والامن واعطاء الشعب الفلسطيني حقه في الحرية والاستقلال واقامة الدولة، ليعيش كباقي شعوب المنطقة والعالم، اصبحت دولة الاحتلال تتهرب وتراوغ وتبتعد شيئا فشيئا عن متطلبات السلام مستغله التغييرات الاقليمية والدولية، ومتوهمة انها تستطيع الاستفراد بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية وتعمل على شطبها من على مسرح السياسة الدولية، وفي الحقيقة كادت ان تنجح بذلك لولا :
اولا: وعي الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقه وحريته ووطنه مهما بلغت التضحيات والمؤامرات …..

ثانيا: المعركة الديبلوماسية والقانونية التي خاضتها السلطة الوطنية الفلسطينية في المحافل الدولية لإبقاء القضية الفلسطينية حيه ولو بالحد الادنى ، سواء على الصعيد الديبلوماسي السياسي أو على الصعيد القانوني الحقوقي…

ثالثا: الثورات النضالية المتتاليه التي خاضها شعبنا خاصه بعد تهرب دولة الاحتلال من تطبيق اتفاقيات أوسلو، من انتفاضة النفق والأقصى ومواصلة النضال الوطني الفلسطيني بكل اشكاله وصولا إلى السابع من اكتوبر…..

وهنا اقول 

ما كان ينقص كل هذه المعارك سواء منها الديبلوماسية  والقانونية او النضالية الميدانيه الكفاحيه، هو الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي كان بالامكان ان تحقق التعاون والتكامل والانسجام بين كل هذه الجهود، وان تكون هناك معارضة بناءه هادفة كما تكون بذات الوقت سلطة وقيادة سياسية موحدة على هدف واحد وهو تحرير فلسطين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، دون ان يكون هناك تناقض بين هذه الأدوار ، وان يكون الوطن اهم من الحزبية، وقد استغل العدو للأسف الشديد هذا الانقسام والتنافس الحزبي خير استغلال حتى توهم انه يستطيع الانتصار على شعبنا بالضربة القاضية عبر " سيوف نتنياهو "……..

لذلك لا يمكن تصحيح الوضع الفلسطيني الان والخروج من هذا الوضع الخطير الذي وصلنا اليه إلا بمواصلة الصمود والمقاومة وافشال كل مخططات التصفية للقضية الفلسطينية، عبر وحدة وطنية فلسطينية شاملة، يتم استثمار كافة الجهود في هدف واحد هو تجسيد قيام الدولة الفلسطينية على ارض الواقع واستغلال هذا الانقلاب الدولي ضد اجرام دولة الاحتلال وتوحشها، ولذا المطلوب الان الانتقال بالتفاوض مع المحتل من خلال المنظور الامني والإنساني الذي يريده الاحتلال ، إلى المنظور السياسي عبر التفاوض على انهاء العدوان وانسحاب القوات الاسرائيلية والتفاوض على تطبيق الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، وهذا يتأتى بتشكيل فريق فلسطيني مفاوض ويحظى بالقبول والشرعية ومن الكل الفلسطيني ……. 

وإلا سندخل جميعا، لا سمح الله، إلى نفق مظلم لا نعلم مدى قسوة ظلامه ولا زمن نهايته.


محلل سياسي وباحث قانوني

البوابة 24