أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس 03 أكتوبر 2024، عن اغتيال ثلاثة من قادة حركة حماس في قطاع غزة، وذلك بعد ثلاثة أشهر من تنفيذ غارة استهدفتهم.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القادة الذين تم اغتيالهم هم روحي مشتهى، وسامح السراج، المسؤول عن ملف الأمن لدى المكتب السياسي واللجنة التنفيذية لحماس، وسامي عودة، رئيس جهاز الأمن العام في الحركة.
وأكد المتحدث أن عملية الاغتيال وقعت قبل ثلاثة أشهر، حين هاجمت طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بناءً على توجيه استخباراتي دقيق، مجمعًا تحت أرضي في شمال قطاع غزة.
وأشار إلى أن روحي مشتهى كان مسؤولًا عن سلطة الحكم في غزة وملف الأسرى لدى المكتب السياسي لحماس، وكان يُعتبر الشخصية الأبرز لدى المكتب السياسي في القطاع، ويُعتبر مقربًا من يحيى السنوار حتى بداية الحرب الحالية.
تفاصيل الضربة الإسرائيلية
أفادت تقارير صحافية أن طائرة إسرائيلية استهدفت موقعًا في محيط منطقة الصناعة جنوب غربي مدينة غزة، حيث كان يوجد نفق تحت الأرض، مما أدى إلى انهياره على من بداخله. وذكرت المصادر أن هذا النفق كان قد تعرض للقصف في بداية الحرب الحالية وتضرر جزئيًا، إلا أن عناصر حماس قاموا بإصلاح بعض النقاط فيه، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على مختلف مناطق القطاع، وخاصة مدينة غزة التي شهدت في الآونة الأخيرة اغتيالات لقيادات ميدانية وتدمير مراكز إيواء.
النفق المستهدف يعد من أنفاق القيادة والتحكم، وكان مجهزًا للإقامة الطويلة بفضل غرف مبيت داخله. ورغم قصفه سابقاً، اضطرت كتائب القسام إلى إصلاحه جزئيًا لتأمين بعض القيادات السياسية والعسكرية في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة.
وبحسب التقارير، أرسلت حركة حماس أربعة من عناصرها إلى النفق بعد قصفه في محاولة للعثور على ناجين أو تحديد مصير من كانوا داخله، لكنهم لقوا حتفهم بسبب السموم الناجمة عن الصواريخ الإسرائيلية. لاحقاً، تم إرسال أربعة عناصر آخرين لانتشال الجثث، ليجدوا جثث زملائهم إلى جانب جثث القيادات، بما فيهم روحي مشتهى وسامح السراج. واستمرت عملية انتشال الجثث لعدة أيام، وتم دفن القيادات لاحقاً.
مقرب من السنوار
اغتيال روحي مشتهى كان ضربة قوية ليحيى السنوار، حيث كان الاثنان قريبين جدًا، بعد أن قضيا سنوات طويلة معاً في السجون الإسرائيلية، وأُفرج عنهما ضمن صفقة تبادل الأسرى مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2011. خاضا معاً الانتخابات الداخلية لحركة حماس وأصبحا من القيادات المؤثرة في التنظيم، كما كانت لهما علاقات وثيقة مع محمد الضيف وقيادة كتائب القسام.
أما سامح السراج، الذي نادراً ما ظهر في الإعلام، فكان شخصية بارزة في حماس، من الجيل الثاني الذي شهد تطور الحركة ونموها، وعضوًا في مكتبها السياسي منذ ثلاث دورات انتخابية. يُعرف السراج بكونه شخصية أمنية ذات نفوذ واسع وله دور بارز في إدارة بعض الملفات المالية للحركة.