كشفت صحيفة "العربي الجديد" القطرية، اليوم السبت، عن مباحثات مصرية إسرائيلية وأخرى مصرية فلسطينية جرت في الأيام الماضية، حول ترتيبات اليوم التالي للحرب على غزة، وسبل إدخال المساعدات إلى القطاع.
وذكرت الصحيفة أن النقاشات تضمنت فكرة إنشاء ميناء بحري على الحدود البحرية بين مصر وغزة، عند بداية السياج الفاصل من جهة البحر. لكن هذا المقترح لم يحظ بقبول الجانب الفلسطيني. وبحسب المصادر، في حال تنفيذ المشروع، ستتم إدارته ضمن آلية ثلاثية تشمل مصر، السلطة الفلسطينية بالتوافق مع حماس، وبمراقبة أوروبية.
وتأتي هذه المباحثات في ظل مخاوف من خطط إسرائيلية لفصل شمال القطاع عن بقية المناطق، وإخضاعه لإدارة عسكرية كاملة. هذا التحرك سيؤدي إلى تقييد عمل المعابر مع إسرائيل في شمال القطاع فقط، بينما يقع الميناء الرئيسي لغزة في المنطقة التي تخطط إسرائيل لفصلها.
من جهة أخرى، أوضحت الصحيفة أن الميناء المقترح سيكون مخصصًا للمساعدات الإنسانية والبضائع، مع إضافة معبري رفح وكرم أبو سالم لاحقاً، لإدخال احتياجات القطاع.
في هذا السياق، أشار الدكتور أيمن سلامة، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى أن أي تفاهمات بين فتح وحماس بشأن مستقبل غزة لن تنجح دون موافقة إسرائيل، التي اكتسبت مزيداً من النفوذ الإقليمي بعد 7 أكتوبر 2023، بدعم من الولايات المتحدة.
تطورات محور فيلادلفيا
وفيما يتعلق بمحور فيلادلفيا الحدودي، كشفت الصحيفة عن استمرار الجيش الإسرائيلي في إنشاء بنية تحتية على طول محور صلاح الدين، الممتد من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم. وأفادت مصادر قبلية في رفح المصرية بأن الجيش الإسرائيلي رفع أعمدة إنارة مزودة بكاميرات مراقبة وأبراج عسكرية، بينما أصلحت القوات المصرية الأضرار التي خلفتها تفجيرات الأنفاق المهجورة.
وفي ظل هذه التطورات، يستمر القصف الإسرائيلي على المناطق المحاذية لمحور صلاح الدين، بينما توقفت المساعدات الإنسانية لسكان غزة المحاصرين، وتحولت حركة الشاحنات إلى معبر كرم أبو سالم الذي يعمل بشكل محدود.
الأربعاء الماضي، أعادت إسرائيل 35 شاحنة محملة بالمساعدات الأممية إلى الجانب المصري دون تفريغ حمولتها، وأغلقت المعبر تمامًا الخميس الماضي، دون إبداء أسباب.