بعد غياب 7 سنوات.. محمد بن سلمان يزور واشنطن لعقد مباحثات دفاعية وتطبيع محتمل

محمد بن سلمان
محمد بن سلمان

تستعد الساحة السياسية الدولية لاستقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في زيارة هي الأولى له إلى الولايات المتحدة منذ سبع سنوات، وسط ترقب واسع لما ستحمله من ملفات استراتيجية حساسة تتعلق بالدفاع المشترك، والتطبيع مع إسرائيل، والملف النووي المدني، إلى جانب صفقة طائرات إف–35 المتطورة.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فإن زيارة بن سلمان المرتقبة تشكل لحظة مفصلية في العلاقات السعودية–الأميركية، مشيرةً إلى أن عملية التطبيع بين الرياض وتل أبيب قد تستغرق سنوات وليس أشهرًا، نظراً لتعقيد المشهد السياسي الإقليمي، واشتراطات الطرفين المتباينة.

أجندة الزيارة

من المقرر أن تتم الزيارة منتصف شهر نوفمبر الجاري، وتتضمن توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، شبيهة بتلك الضمانة الأمنية غير المسبوقة التي قدمتها إدارة ترامب سابقًا لدولة قطر بعد الهجوم الإسرائيلي الفاشل على الدوحة، والذي أعقبه اعتذار علني من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ووفقًا لمصادر أميركية مطلعة، فإن الرياض تسعى إلى تعزيز قدراتها الدفاعية عبر الحصول على طائرات الشبح إف–35 لقواتها الجوية، وهو مطلب تسعى المملكة لتحقيقه منذ سنوات كجزء من تحديث منظومتها العسكرية.

كما ترغب السعودية في الإسراع في المفاوضات بشأن اتفاق يسمح لها بالوصول إلى التكنولوجيا الأميركية لتطوير برنامجها النووي المدني، في إطار خطة طموحة لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على النفط.

اتفاقات دفاعية ونووية

يرى مراقبون أن التوصل إلى اتفاق دفاعي واتفاق نووي حتى في حال عدم إقرارهما من الكونغرس الأميركي، سوف يعد إنجازًا استراتيجيًا كبيرًا للأمير محمد بن سلمان، وقد أجرت إدارة الرئيس جو بايدن في الأشهر الأخيرة مباحثات مطوّلة مع ولي العهد السعودي حول هذه الملفات، لكنها ربطت موافقتها النهائية على أي اتفاق بتقدم ملموس في مسار التطبيع السعودي الإسرائيلي.

غير أن المفاوضات توقفت مؤقتًا عقب اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل أكثر من عامين، وهو ما أعاد ترتيب أولويات المنطقة وأجّل النقاش حول ملف التطبيع إلى حين استقرار الأوضاع.

ترامب: التطبيع ممكن قبل نهاية العام

في سياق متصل، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة حديثة مع مجلة “تايم” إنه يعتقد أنه قريب جدًا من اتفاق يتيح للسعودية إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، مرجحًا أن يتم ذلك قبل نهاية العام الجاري.

وأضاف ترامب في تصريحات أخرى لـ قناة فوكس بيزنس الشهر الماضي: “لا يمكن تحقيق التطبيع في ظل الحرب، لكن مع وقف إطلاق النار، فالأمر بات قريبًا جدًا من التنفيذ"، وتعكس تصريحات ترامب رغبته في استثمار نفوذه السابق في الملف الخليجي الإسرائيلي، في حال قرر العودة إلى المشهد السياسي بقوة خلال المرحلة المقبلة.

رؤية سعودية

من جانبه، استبعد علي الشهابي، المحلل السياسي السعودي المقرب من دوائر صنع القرار، إمكانية إقامة علاقات رسمية بين السعودية وإسرائيل قبل نهاية العام، واصفًا الأمر بأنه “شبه مستحيل ما لم يحدث تحول جذري داخل إسرائيل”، وأوضح الشهابي أن الأمير محمد بن سلمان يرى أن التطبيع لن يكون ممكنًا إلا إذا أقدمت إسرائيل على خطوة حقيقية نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهي خطوة لا يمكن التراجع عنها سياسيًا أو ميدانيًا.

وأضاف أن الاتفاق السعودي الإسرائيلي يمثل آخر أوراق الضغط العربية المؤثرة على إسرائيل في الملف الفلسطيني، وتحرص المملكة على استخدام هذه الورقة بحكمة لتحقيق تسوية دائمة تضمن الاستقرار الإقليمي والأمن المشترك.

وكالة معا الاخبارية