تفيد تقارير إلى احتمال أن يخلف محمد السنوار شقيقه يحيى السنوار في قيادة حركة حماس، رغم تداول أسماء أخرى من أبرزها خالد مشعل وخليل الحية.
استشهاد يحيى السنوار وتداعيات الخلافة
استشهد يحيى السنوار الأربعاء الماضي في اشتباك مع القوات الإسرائيلية جنوب قطاع غزة، بعد نحو شهرين من توليه زعامة حماس خلفاً لإسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران في يوليو الناضي.
ووفقاً لتقرير شبكة "سي إن إن"، لم يتضح بعد ما إذا كان يحيى السنوار قد ترك تعليمات حول من سيخلفه، لكن يُعتبر شقيقه الأصغر محمد الأقرب للمنصب، خاصة بعد بروزه كقائد عسكري في الحركة. ورغم أن مصير محمد السنوار لا يزال غير معروف، نقلت "سي إن إن" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الشقيقين قضيا معظم العام الماضي معاً.
محمد السنوار: المطلوب الأبرز لدى إسرائيل
مثل شقيقه، يُعد محمد السنوار أحد أبرز المطلوبين لدى إسرائيل، حيث نجا من عدة محاولات اغتيال، بينها غارات جوية وهجمات بعبوات ناسفة. ووفقاً لمصادر من حماس، كانت آخر محاولة لاغتياله في عام 2021 قبل اندلاع الحرب الحالية.
NEW- The @idf has released, and the Intelligence Directorate has authenticated, a video of Muhammed Sinwar driving a car through the large tunnel that was uncovered by the IDF in Gaza near the Erez Crossing. The video was found by Israeli troops. Muhammed Sinwar is the brother of… pic.twitter.com/V9sDdKzec0
— Israel War Room (@IsraelWarRoom) December 17, 2023
شخصية محمد السنوار "الأكثر قسوة"
وُلد محمد السنوار في 15 سبتمبر 1975 في خان يونس، ويُعتبر من قادة كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. وفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست"، يُوصف بأنه أكثر قسوة من شقيقه يحيى، وقد نجا من عدة محاولات اغتيال. رغم أنه نادراً ما يظهر في العلن أو يتحدث لوسائل الإعلام، فإن له حضوراً كبيراً داخل الحركة.
وُلد محمد السنوار في خان يونس وكان من أوائل المجندين في حركة حماس، حيث شارك في عمليات استهدفت الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى.
تم اعتقاله في إسرائيل لمدة تسعة أشهر، ثم قضى ثلاث سنوات في سجون السلطة الفلسطينية قبل أن يهرب في عام 2000.
وبحسب مصدر من غزة نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن محمد السنوار تأثر فكرياً بعبد العزيز الرنتيسي، أحد كبار قادة حماس. كما تشير الصحيفة إلى أن سكان غزة كانوا يخشون السنوار لدرجة أنهم كانوا يتجنبون النظر إليه مباشرة عندما يمر.
دوره في المفاوضات وصفقة شاليط
ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقب، إن استشهاد يحيى السنوار قد تدفع محمد لتولي قيادة أكبر تمكّنه من إدارة المفاوضات مع إسرائيل. محمد السنوار لعب دوراً مهماً في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، التي شهدت الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل 1027 سجيناً فلسطينياً.
ورغم تزايد التوقعات بأن محمد قد يخلف شقيقه، إلا أن الخيارات السياسية الأخرى محدودة بين القادة البارزين المتبقين، مثل خليل الحية وموسى أبو مرزوق وخالد مشعل.
دور محمد السنوار في هجوم 7 أكتوبر
تُشير تقارير إلى أن محمد السنوار كان له دور محوري في التخطيط لهجوم حماس المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر، مما جعله أحد أكثر الشخصيات المطلوبة في غزة.
في ديسمبر الماضي، نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو نادراً يظهر محمد السنوار داخل سيارة جيب برفقة حراسه الشخصيين، بينما كانوا في شبكة أنفاق ضخمة في غزة. ووفقاً لتقارير، كان السنوار في ذلك الوقت يتلقى إحاطة من فريق من المهندسين وعمال حفر الأنفاق الذين تم استقدامهم من خان يونس للمشاركة في بناء المشروع.
رصدت إسرائيل مكافأة مالية قدرها 300 ألف دولار لأي شخص يقدم معلومات تؤدي إلى القبض على محمد السنوار. ويُعتقد أن السنوار كان وراء عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، عندما كان يتولى قيادة لواء خان يونس التابع لحماس.
وبعد اغتيال قادة عسكريين بارزين في حماس، مثل محمد الضيف ومروان عيسى، أصبح محمد السنوار يُعتبر الرجل الثاني فعلياً في قيادة الحركة في غزة، بدعم مباشر من شقيقه يحيى السنوار.