إسرائيل تواصل فرض واقع جديد في غزة مع زيادة التصعيد العسكري والانتقادات الدولية

خريطة متداولة للمحاور التي أقامها الاحتلال
خريطة متداولة للمحاور التي أقامها الاحتلال

في وقت يتسم بالجمود في محادثات التهدئة في غزة، مع استمرار تمسك إسرائيل وحماس بمواقف كل منهما، تظل فرصُ وقف إطلاق النار واتمام صفقة التبادل ضئيلة على الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة. 

وتبدو إسرائيل مصممة على المضي قدماً في خططها لفرض واقع جديد في غزة، حيث تسعى إلى استحداث محاورَ جديدة واحتلال مناطق إضافية، مما قد يؤدي إلى تقسيم القطاع بشكل يعزز احتمالية عودة الاستيطان. 

في هذا السياق، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن تعزيز الجيش الإسرائيلي سيطرته على ممر نتساريم الذي يفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه، حيث وضع الجيش منشآتٍ عسكرية ثابتة لضمان وجوده الدائم في المنطقة. كما أظهرت وسائل إعلام إسرائيلية خريطة جديدة لمخطط جديد يُسمَّى "مفلاسيم"، الذي يعزل أجزاءً واسعة في شمال غزة عن بعضها البعض.

وخلال مراسم تسليم حقيبة وزارة الخارجية للوزير الجديد جدعون ساعر، قال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن حركة حماس قد هُزمت من الناحية التنظيمية، مشيراً إلى أن المهمة القادمة للجيش الإسرائيلي هي هزيمة حماس بشكل كامل وضمان عدم عودتها للحكم في القطاع.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية هذه الإجراءات، خاصة توسيع ممرات إسرائيل في القطاع وبناء المنشآت العسكرية، معتبرةً أن هذه الخطوات تهدف إلى تكريس الاحتلال وإعادة تشكيل الواقع في غزة بشكل لا يضمن وجود الفلسطينيين فيه.

وفي ظل التصعيد المستمر، وصف الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، "يان إيغلاند"، الوضع الإنساني في غزة بالكارثي، مشيراً إلى أن إسرائيل تمنع وصول المساعدات الإنسانية وتتبنى سياسة التجويع بحق سكان القطاع. 

من جانب آخر، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، جمال نزال، إن ما تقوم به إسرائيل في الوقت الراهن يعد تحضيراً لاستمرار وجودها الاستعماري في غزة، مشيراً إلى أن حزب الليكود يسعى لإعادة الوضع في غزة إلى ما كان عليه قبل اتفاق أوسلو، عبر استعادة الاحتلال وعودة الاستيطان بشكل كامل. وأضاف أن العدوان الأحادي على غزة قد يستمر لفترة غير محددة تحت ذريعة محاربة حماس وملاحقة الإرهاب، موضحاً أن الأهداف العسكرية الإسرائيلية في غزة قد تحققت بالكامل، مما يتيح لإسرائيل السيطرة على المنطقة لفترة طويلة كما حدث في الضفة الغربية.

 

سكاي نيوز عربية