قالت مصادر فلسطينية مطلعة إن حركة "حماس" أظهرت انفتاحاً كبيراً على اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة أن الحركة مستعدة لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق شامل.
وأوضحت المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "حماس" مستعدة لقبول انسحاب إسرائيلي تدريجي من قطاع غزة وليس فورياً، كما كانت تطالب سابقاً.
وأضافت المصادر أن الرؤية التي ستطرحها "حماس" أمام الوسطاء تتضمن انسحاباً تدريجياً خلال فترة زمنية متفق عليها، بما في ذلك المناطق التي كانت مثار خلاف، مثل محور "فيلادلفيا" ومحور "نتساريم"، والسماح لسكان شمال القطاع بالعودة إلى مناطقهم تدريجياً.
وأشارت إلى أن الحركة توافق على تولي السلطة الفلسطينية مسؤولية معبر رفح خلال هذه الفترة، إذا كان ذلك سيسهم في فتح المعبر فوراً. كما أن "حماس" توافق على تشكيل لجنة مشتركة مع السلطة الفلسطينية لإدارة شؤون القطاع خلال المرحلة الانتقالية، مع إشراف عربي، ورحبت بدور عربي بارز في إعادة إعمار قطاع غزة وإنعاشه.
وفد "حماس" في القاهرة
وفي سياق متصل، أكد قيادي في "حماس" لوكالة الصحافة الفرنسية أن وفداً برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية وصل إلى القاهرة السبت لبحث مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.
وقال القيادي إن الوفد سيعقد لقاءات مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد ومسؤولي ملف الوساطة لمناقشة تفاصيل الاقتراحات. وأضاف أن الحركة منفتحة على دراسة أي أفكار تهدف إلى وقف الحرب، مع ضمان انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، وعودة النازحين، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل آمن.
وأوضح القيادي أن "حماس" لم تتلقَّ حتى الآن أي عروض رسمية جديدة، لكنها مستعدة لبحث مقترحات تتضمن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار مقابل ضمانات دولية تضمن تنفيذ الاتفاق بشفافية والتزام جميع الأطراف به.
تفاؤل دولي وإقليمي
يأتي الحديث عن هذه التطورات بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان، والذي دفع الوسطاء الدوليين والإقليميين إلى تكثيف جهودهم لإبرام اتفاق مماثل في غزة.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أكدت تجدد الاتصالات حول صفقة في غزة، فيما أشارت تقارير إلى استعداد إسرائيل للتفاوض على اتفاق مرحلي يتضمن إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات سابقة إن "الظروف تغيرت نحو الأفضل" بما يتيح إمكانية التوصل إلى اتفاق. وأضاف: "نعمل على مقترحات من شأنها إنهاء الحرب وضمان مصالحنا الأمنية".
عقبات سابقة وفرص جديدة
تأتي هذه التطورات بعد فشل عدة جولات من المفاوضات خلال الأشهر الماضية، إذ كانت "حماس" تصر على وقف كامل للحرب وانسحاب شامل من غزة، بينما كانت إسرائيل ترفض ذلك وتتمسك بوجود عسكري في محاور استراتيجية.
ويرى مراقبون أن الاتفاق الأخير في لبنان قد يشكل فرصة جديدة للطرفين للمضي نحو تسوية، مع تزايد الضغوط الدولية لإنهاء الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.