خطاب الجولاني في المسجد الأموي يحمل رسائل متعددة الأطراف.. ماذا قال؟

الجولاني - أرشيفية
الجولاني - أرشيفية

خلال انتقاله من مقاتل شاب في تنظيم القاعدة قبل عقدين إلى زعيم حركة مسلحة تقود التغيير في سوريا، حرص أبو محمد الجولاني على اختيار خطاب رمزي يحمل أبعادًا استراتيجية.

وبدلًا من اللجوء إلى استوديو تلفزيوني أو قصر رئاسي، اختار الجولاني المسجد الأموي في دمشق، أحد أقدم وأهم المساجد في العالم الإسلامي، لتوصيل رسالته، وجاء ذلك كتأكيد على انتمائه للأغلبية السنية في سوريا، ولإبراز التحول الذي يطمح إليه في المرحلة القادمة.

رسالة للسوريين: توحيد الصفوف

أشار الجولاني إلى أن النصر يمثل بداية فصل جديد في تاريخ المنطقة، داعيًا إلى تجاوز الانقسامات الطائفية التي لطالما عمقت الصراعات في سوريا، وقال إن هذا التحول يهدف إلى إنهاء الطائفية وإعادة بناء سوريا كدولة مستقلة بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

رسالة إلى إيران: نهاية النفوذ

ووجه الجولاني رسالة حادة إلى إيران، مؤكدًا أن تدخلها في سوريا قد انتهى، وأن طريقها البري إلى حزب الله في لبنان ودعمها للوكلاء المحليين قد أغلق، وشدد على أن سوريا لم تعد منصة لنقل الأسلحة الإيرانية أو بسط النفوذ الإيراني في المنطقة.

رسالة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل

رغم تصنيف الجولاني كإرهابي ورصد مكافأة 10 ملايين دولار للقبض عليه، وجه رسالة غير مباشرة إلى واشنطن وتل أبيب، مشيرًا إلى إمكانية التفاهم في سوريا الجديدة، وبدا وكأنه يعترف بقدرة القوتين على التأثير في مصيره، لكنه دعا إلى التعاون من أجل مستقبل سوريا.

رسالة للقوى الإقليمية

كما أعرب الجولاني عن التزامه بتحسين سمعة سوريا على الصعيد الإقليمي، متوعدًا بمكافحة تجارة الكبتاغون والجريمة المنظمة التي ازدهرت خلال حكم الأسد، وأكد أن هذه الجهود ستعيد لسوريا مكانتها كدولة مسؤولة في المنطقة.

بهذا الخطاب، سعى الجولاني إلى ترسيخ نفسه كزعيم سياسي وديني، معتمدًا على رسائل مدروسة تهدف إلى تعزيز مكانته المحلية والإقليمية، وطمأنة الأطراف الدولية.

سي إن إن