جدد زهران ممداني، عمدة نيويورك المنتخب، اتهامه لإسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، وذلك خلال لقاء جمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
تمسك بموقفه تجاه نتنياهو
وأوضح "ممداني"، أن "أموال دافعي الضرائب الأمريكيين تستخدم لتمويل هذه الجرائم" الإسرائيلية.
وأشار "ممداني"، خلال المؤتمر الصحفي المشترك في المكتب البيضاوي، إلى أنه ناقش مع ترامب "قلق عدد كبير من سكان نيويورك من استخدام أموالهم لتمويل انتهاكات حقوق الإنسان في غزة"، مضيفًا: "أريد أن تُصرف هذه الأموال لضمان كرامة المواطن الأمريكي، لا لدعم الحروب التي لا تنتهي".
ملف نتنياهو يعود للواجهة
وعند سؤاله عن موقفه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لم يتراجع "ممداني" عن تصريحاته السابقة التي تعهد فيها باعتقال نتنياهو فور دخوله نيويورك.
لكن ترامب أوضح قائلاً: "لم نناقش وعده باعتقال نتنياهو"، في إشارة إلى حساسية الملف سياسياً.
انتقاد صريح للإدارة الأمريكية
كما شدد "ممداني"، على أن "الإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في غزة لا يمكن السكوت عنها"، مؤكدًا على أن "الولايات المتحدة شريك في هذه الجرائم طالما استمر تمويلها العسكري والمالي لإسرائيل".
خلافات عميقة ولغة ودية
وعلى الرغم من الخلافات الكبيرة بين الرجلين، إذ وصف ترامب ممداني سابقًا بأنه "مجنون يساري متطرف" و"كاره لليهود"، فإن اللقاء بدا ودياً وتركز على قضايا داخلية مثل غلاء المعيشة والأمن في نيويورك.
وقال ترامب خلال اللقاء: "لدينا شيء مشترك: نريد لمدينتنا الحبيبة أن تزدهر".
موقفه من معاداة السامية
وفي السياق ذاته، أكد "ممداني"، على التزامه بمحاربة معاداة السامية، قائلاً: "أهتم كثيرًا بأمن الجالية اليهودية، وسأعمل على اجتثاث كل أشكال الكراهية في جميع أحياء نيويورك الخمسة".
والجدير بالإشارة أن تصريح "ممداني"، جاء بعد انتقادات أعقبت احتجاجات مناهضة لإسرائيل أمام أحد المعابد اليهودية رفعت خلالها شعارات اعتبرها كثير من اليهود تحريضية.
موعد توليه المنصب
ومن المقرر أن يؤدي ممداني اليمين الدستورية كعمدة لنيويورك في الأول من يناير 2026، وقد لمع اسمه سياسيًا بسبب دعمه الصريح للشعب الفلسطيني وقيادته لمسيرات مناهضة للحرب في غزة، خصوصاً خلال احتجاجات جامعة كولومبيا في ربيع 2025.
ويرى مراقبون أن مواقف ممداني تعكس تحولاً متزايداً في الرأي العام الأمريكي، خاصة بين جيل الشباب واليهود التقدميين، الذين بدأوا يعيدون النظر في الدعم غير المشروط لإسرائيل مع تصاعد المعاناة الإنسانية في غزة.
