في لقطات مؤثرة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق لحظات اكتشاف لفرق الإنقاذ السورية لبوابات سرية جديدة في سجن صيدنايا، عقب انهيار نظام بشار الأسد، وهي مشهد صادمة كشفت عن الوجه القاتم لسوريا، وأغلقت فصلًا مظلمًا استمر لأربعة عقود، بينما بدأت قصص الناجين من هذا الجحيم في الخروج للنور، تحمل معها شهادات مواجهة الموت بأبشع صوره في هذا السجن الذي كان يلقب بـ"الباستيل السوري".
فتح بوابات الرعب
ووثقت المقاطع المصورة بداية عمليات الإنقاذ من نقطة دفاع السجن، حيث تسارعت دقات قلوب السوريين عند الاقتراب من "صيدنايا"، فكانوا على بعد أقل من 3 كيلومترات عن أعتى سجون التاريخ، الذي اعتبر رمزًا للقهر والوحشية.
صور جوية لسجن صيدنايا الذي تم إطلاق سراح المعتقلين فيه بعد جهود حثيثة #قناة_العربية #سوريا pic.twitter.com/tvxosT497P
— العربية (@AlArabiya) December 10, 2024
وفي ليلة عصيبة، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بوسم "#سجن_صيدنايا" مع بث أولى لقطات الناجين، الذين لم يصدقوا أنهم تمكنوا من الخروج من هذا المكان الذي كان يُعتقد أن الخروج منه مستحيل، ولتبدأ أيضا قصص الخارجين من الجحيم عن مواجهة الموت بشتى أشكاله في تلك البقعة الوحشية.
فرحة الناجين
وقد شوهد الناجون يهرولون حفاة، في شوارع دمشق، غير قادرين على استيعاب أنهم خرجوا أخيرًا من الزنزانات الموحشة، فقد تحرر الآلاف بعد سنوات طويلة من الاختفاء القسري، وبدأوا محاولات استرداد حياتهم المسلوبة.
كما أظهرت مقاطع أخرى المراقبة المشددة داخل السجن، مما يعكس أجواء الرعب التي عاشها المعتقلون في الداخل.
خروج المعتقلات
ومن أكثر المشاهد تأثيرًا كان لحظة خروج النساء المعتقلات، وثقته العدسات حينما فتحت بوابة الجحيم، ظنت الكثير منهن في البداية أن السجان أتى لنقلهن إلى معاناة أشد قسوة، ولم يخطر في أذهانهن أنهن على وشك نيل حريتهن، بعضهن غلبهن الخوف وعدم التصديق، متسائلات إن كان الأمر مجرد خدعة جديدة من السجان.
ومن أكثر المشاهد المؤلمة، لحظة ظهور طفل لم يتجاوز الرابعة من عمره، ولد داخل السجن ولم يعرف يومًا السماء أو الطيور.
في زاوية أخرى، يظهر شاب يهتز جسده من الخوف، فاقدًا للذاكرة لدرجة أنه لم يستطع الإجابة عن اسمه.
نجاة بأعجوبة
ومن بين عشرات الناجين، روى أربعة رجال كانوا على وشك الإعدام أنهم أنقذوا قبل نصف ساعة فقط من تنفيذ الحكم، هذه اللحظة كانت تجسيدًا لفقدان الأمل، وتحولها إلى نجاة غير متوقعة.
ولم يعتبر الخروج من سجن صيدنايا معجزة كما ساد طوال السنوات الماضية، إلا أنه سيظل رمزًا لحقبة مظلمة، حيث كان بمثابة مسلخ بشري بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كما سترافق الجراح التي تركها هذا المكان الناجين طيلة حياتهم، رغم تحررهم من قضبانه وسراديبه الموحشة.