كشفت أقبية السجون السورية عن مشاهد تدمي القلوب بعد أيام قليلة من سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وفي جولة وثقتها عدسات الكاميرات داخل أقبية وزنازين مقر المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري بدمشق، ظهرت آثار معاناة المعتقلين جلية على جدران السجن القاتمة.
"اشتقت لتلك السيدة"
فمن كتابة الرسائل إلى أهلهم مروراً بجداول الأيام الطويلة التي لا تمر ولا تمضي في غياهب السجون، وصولاً إلى أسماء المساجين، كلها خطتها أيديهم على الجدران الموحشة.
مراسل العربية يجري جولة داخل معتقلات المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري بدمشق#قناة_العربية#سوريا pic.twitter.com/dVzd05N9hw
— العربية (@AlArabiya) December 10, 2024
وثقت الكاميرات رسائل كتباها المعتقلين إلى أهلهم على جدران السجون، مروراً بجداول الأيام الطويلة التي لا تمر ولا تمضي في ظلام السجون، وصولاً إلى أسماء المساجين، كلها خطتها أيديهم على حوائط السجون الموحشة.
ومن بين تلك الرسائل المؤثرة، كتب أحدهم إلى أمه: "اشتقت لتلك السيدة التي كانت توصيني أن أنتبه لنفسي، يا ليتها تعلم أني فقدت نفسي حين غاب وجهها"، كلمات تعبر عن ألم الفقد وشدة الاشتياق.
جداول تحصي أيام السجن
وإلى ذلك، رسم المعتقلين جداول تحصي الأيام التي قضوها في الظلام بعيدًا عن أحبائهم وعائلتهم، في محاولة بائسة للإحساس بالزمن الذي بدا وكأنه متوقف داخل تلك الأقبية.
والجدير بالإشارة، أنه منذ انهيار نظام الأسد في الثامن من الشهر الجاري، بدأت تتكشف مئات القصص المروعة والشهادات عن سنوات طويلة عاشها السجناء في ظلام السجون، حيث انقطعت أخبارهم عن عائلاتهم التي بقيت تجهل مصيرهم.
إطلاق سراح المعتلقين
وكانت أسوأ اللقطات تلك التي جاءت لحظة إطلاق سراح مئات المعتقلين من سجن صيدنايا، المعروف بسمعته السيئة، حيث عثر على الكثير من المفقودين منذ سنوات من جنسيات عربية مختلفة، من بينهم لبنانيون وأردنيون وغيرهم.
كما وثقت مقاطع مصورة عديدة خروج بعض السجناء هزيلي الأجساد، وفاقدي الذاكرة جراء التعذيب النفسي والجسدي.
وثقت المقاطع المصورة خروج بعض المعتقلين هزيلي الأجسام جراء التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرضوا له في تلك المعتقلات الموحشة.