كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في مقالة تحليلية، عن سيناريوهين مختلفين لمستقبل سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، السيناريو الأول يبدو خياليًا، بينما السيناريو الثاني يحمل طابعًا أكثر واقعية، مع التركيز على تداعيات التغيرات السياسية والعسكرية في المنطقة.
سلام تاريخي مع إسرائيل
السيناريو الأول، "يتولى زعيم المعارضة السورية الجولاني منصب الرئاسة بأغلبية 97%، على غرار النتائج التي كان يحققها الأسد، وتغيير الرئيس الجديد لنهجه المعادي تجاه إسرائيل، علاوة على التخلي عن المطالبة باستعادة الجولان بأكملها إلى سوريا، ويتذكر المساعدات الإنسانية التي قدمتها منظمات إسرائيلية للاجئين السوريين الفارين من حكم الأسد الإرهابي".
وبحسب هذا السيناريو، "يقترح الجولاني اتفاق سلام مع إسرائيل يشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من القرى التي احتلتها في الجولان وعودة الحرمون إلى السيادة السورية، مع الاحتفاظ بجزء منها تحت إدارة إسرائيلية، أفضل من تركها كلها في أيدي إسرائيل، يُكافأ على هذا الإنجاز بجائزة نوبل للسلام في عام 2025، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتشهد العلاقات تطورًا كبيرًا، بما في ذلك فتح خطوط سكك حديدية بين سوريا وتركيا، وتوسيع اتفاقيات إبراهام لتشمل السعودية ودولًا أخرى، كما يشهد جنوب لبنان وبيروت نشاطًا سياحيًا كبيرًا من قبل آلاف الإسرائيليين.
السيناريو الثاني: تصعيد وتوتر إقليمي
ولفتت "الصحيفة"، إلى أن السيناريو الثاني يمكن أن يكون أكثر واقعية، "فقد يشعر الجولاني بالغضب إثر انتهاك إسرائيل لاتفاقية عام 1974 واحتلالها الأراضي سورية في الجولان بحجة الدفاع عن النفس".
ووفقًا للسيناريو الثاني، "قد يشعر الجولاني بأن هذا الاحتلال يعكس نية إسرائيلية لتوسيع المستوطنات في الجولان، مما يثير غضبًا واسعًا في العالم العربي السني، الذي حصل على دعم دولي بسبب انتهاك إسرائيل للاتفاقية التي مضى عليها 50 عاما، إلى سلسلة من الحوادث الحدودية وحتى إلى تعاون محير بين سوريا السنية مع حزب الله الشيعي، فضلًا عن ذلك، في هذا السيناريو، قد تعلن دول المحور السني، وعلى رأسها السعودية، وقف كافة الاتصالات لتوسيع اتفاقات إبراهام".
والجدير بالإشارة أنه من المرجح أن تشهد المنطقة نتيجة لذلك تصعيدًا على الحدود، علاوة على تطور تعاون غير متوقع بين سوريا السنية وحزب الله الشيعي، مدفوعًا بالغضب المشترك من الانتهاكات الإسرائيلية، كما يؤدي ذلك إلى تجميد محادثات توسيع "اتفاقيات إبراهام"، ووقف جميع الاتصالات السياسية بين السعودية وإسرائيل.
كما اختتمت "الصحيفة"، مقالها التحليلي بتوجيه دعوة إلى المستوى السياسي في إسرائيل للتعامل بجدية مع كلا الخيارين، وأن يضع الرغبة في إرضاء قاعدته السياسية، ويشير إلى أن خيار جائزة نوبل هو المفضل لديه، وله جدوى أعلى من خيار الحرب. ثم أدركت أن اختيار السلام في الوقت الحالي هو أيضا مجرد حلم".