أصدرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية تقريرًا مفصلًا تستعرض فيه عدة جبهات محتملة قد تكون ساحة للمواجهات في حال اندلاع حرب عالمية ثالثة، في حالة قررت روسيا تنفيذ ما وصفته المجلة بـ"غزو أوروبا".
مناطق استراتيجية
وأوضحت المجلة، أن النزاع في مثل هذا السيناريو قد يتركز في مناطق استراتيجية هامة، أبرزها الحدود الروسية-الفنلندية، حيث أصبح من المعروف أن فنلندا أصبحت عضوًا في حلف الناتو منذ عام 2023، مما يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة ويجعلها نقطة اشتباك محتملة.
وفي هذا السياق، ستكون فنلندا مركزًا رئيسيًا لأي تصعيد بين القوى الكبرى، خصوصًا مع انضمامها إلى الحلف، وبالإضافة إلى ذلك، تتوقع المجلة أن تصبح الحدود الروسية مع دول البلطيق جبهة ثانية، حيث تشكل هذه المنطقة خطًا مباشرًا للمواجهة بين روسيا وحلف الناتو.
وتعتبر دول البلطيق مثل ليتوانيا، لاتفيا، وإستونيا جزءًا من الحلف، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في حال تصاعد النزاع.
وتطرقت المجلة أيضًا إلى ممر "سوفالكي" في ليتوانيا، الذي يعد من النقاط الإستراتيجية الحاسمة، حيث يربط بين مقاطعة كالينينجراد الروسية وبيلاروسيا.
وتعتبر هذه المنطقة نقطة توتر كبرى نظرًا لما تحتويه من وجود عسكري روسي مكثف، بما في ذلك آلاف الجنود والطائرات المقاتلة والأسلحة النووية، ويتمركز في هذه المنطقة أيضًا العديد من القوات الروسية المدعومة بمنشآت عسكرية متطورة، مما يجعلها من أبرز نقاط المواجهة في حال تصاعدت التوترات.
منطقة البحر الأسود
كما أشارت المجلة إلى أن منطقة البحر الأسود وجنوب القوقاز قد تتحول إلى ساحات اشتباك محتملة بين روسيا وحلف الناتو في حال تفاقم الوضع، خاصة أن هذه المناطق ذات أهمية إستراتيجية كبرى في أي صراع مستقبلي نظرًا لموقعها الجغرافي المتميز وحساسيتها للأمن الإقليمي والعالمي.
وتشهد هذه المناطق في الوقت الراهن توترات مستمرة بين القوى الكبرى، مما يجعلها عرضة لأن تكون ميدانًا لأي نزاع واسع النطاق.
ونقل التقرير عن العديد من المحللين قولهم إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبدو عازمًا على تحقيق مصالحه في أوروبا الشرقية، خصوصًا في ظل سعيه المستمر لتوسيع نفوذ روسيا في المنطقة.
وفي هذا السياق، أشار المحللون إلى أن حلف الناتو، إذا تمكن من الحفاظ على وحدته في مواجهة محاولات روسيا لتفكيكه ونشر الانقسامات بين أعضائه، فإن ذلك سيسهم بشكل كبير في الحد من احتمالية توسيع بوتين لحربه لتشمل مناطق أخرى خارج حدود أوكرانيا.
