كشف اثنان من عملاء الاستخبارات الإسرائيلية السابقين عن تفاصيل عملية سرية معقدة نفذتها إسرائيل لاستهداف مقاتلي حزب الله في لبنان وسوريا، باستخدام أجهزة اتصال مفخخة مثل "البيجر" و"ووكي توكي".
وتم تنفيذ العملية، التي جرى الإعداد لها على مدار سنوات، قبل ثلاثة أشهر وأسفرت عن مقتل العشرات من مقاتلي الحزب وإثارة الذعر في صفوفهم.
الإعداد والتحضير للعملية
أوضح العميلان، اللذان ظهرا في برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس" مرتديين أقنعة ومغيرين لأصواتهما لإخفاء هويتهما، أن العملية بدأت منذ عشر سنوات، وجرى حينها بيع أجهزة "ووكي توكي" مفخخة لحزب الله دون علمهم بمصدرها الإسرائيلي، وهذه الأجهزة لم تفعل إلا في سبتمبر 2023، بعد تفجير أجهزة "البيجر" المفخخة.
ووفقًا للعميل المعروف بـ"مايكل"، أنشأت إسرائيل "عالما وهميا" لإيقاع حزب الله في الفخ، وفي المرحلة الثانية من العملية، التي انطلقت عام 2022، علم الموساد أن حزب الله يشتري أجهزة "بيجر" من شركة تايوانية تدعى "غولد أبولو"، لذا تم تصميم أجهزة "بيجر" خاصة أكبر حجمًا لتحتوي على المتفجرات دون أن تثير الشكوك.
تنفيذ الخطة
جرت اختبارات دقيقة لضمان أن المتفجرات تصيب المستخدم فقط دون إلحاق الأذى بالمحيطين، مع تعديل نغمات الرنين لتبدو ملحة وتدفع المستخدمين إلى إخراج الأجهزة من جيوبهم، وتم توظيف شركات وهمية، منها واحدة مقرها المجر، لخداع الشركة التايوانية ودفعها للتعاون مع الموساد دون علمها.
@blinxnews عميل متقاعد لدى الموساد الإسرائيلي.. مسؤول عن تفجير "بيجر حزب الله" يظهر -ملثما- على قناة أميركية ويكشف بعض تفاصيل العملية وتاريخ بدء التخطيط لها #الموساد حزب_الله #إسرائيل #بيجر
♬ original sound - blinxnews - blinxnews
بحلول سبتمبر 2023، كان لدى مقاتلي حزب الله 5 آلاف جهاز "بيجر" في حوزتهم، وفي 17 سبتمبر، بدأت هذه الأجهزة بالرنين بشكل متزامن في جميع أنحاء لبنان، لتنفجر سواء حاول المستخدمون قراءة الرسائل أم لا.
نتائج العملية
أدت الانفجارات إلى مقتل حوالي 30 شخصًا في اليوم الأول، واستهدفت جنازاتهم في اليوم التالي عبر تفجير أجهزة "ووكي توكي" مفخخة، كما شنت إسرائيل ضربات جوية واسعة النطاق أسفرت عن مقتل الآلاف، بما في ذلك زعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي تم استهدافه داخل ملجئه.
وأشار العميل "مايكل" إلى أن العملية نجحت في زرع الخوف في نفوس الناس بلبنان، حيث أصبحوا يخشون استخدام أبسط الأجهزة الكهربائية كالمكيفات، وأكد أن الهدف الأساسي من العملية لم يكن القتل فقط، بل إرسال رسالة واضحة لحزب الله مفادها أنهم دائمًا عرضة للخطر، مضيفًا: "لقد انتقلنا بالفعل إلى الخطوة التالية، وما زالوا يحاولون تخمين ما قد يكون".
بهذا، أثبتت العملية أنها ليست مجرد هجوم عسكري، بل استراتيجية لزعزعة الثقة ونشر الرعب، ما يعكس تعقيد التكتيكات التي تستخدمها إسرائيل في صراعها مع حزب الله.
اقرأ أيضًا
-
أول تعقيب للأمين العام لحزب الله: تجاوزنا أصعب مرحلة منذ تأسيس الحزب
-
نتنياهو: وقف إطلاق النار في لبنان مشروط بعدم انتهاك حزب الله للاتفاق