مستشفى كمال عدوان تحت نيران الاحتلال: لماذا استهدفه الجيش الإسرائيلي؟

مستشفى كمال عدوان
مستشفى كمال عدوان

أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، على تدمير مستشفى "كمال عدوان" في محافظة شمال قطاع غزة، بإحراقه وقصفه بشكل متعمد، ما أدى إلى إخراجه عن الخدمة بالكامل. كما اقتادت قوات الاحتلال الطواقم الطبية والجرحى المتواجدين فيه إلى جهة مجهولة.

استهداف مستمر منذ بداية العدوان

تعرض المستشفى، الواقع في محيط مخيم جباليا، لهجمات وحشية متكررة منذ بدء العدوان، حيث ظل يعمل بالحد الأدنى، جنباً إلى جنب مع مستشفيي العودة والإندونيسي، لتقديم الخدمات الطبية للمدنيين. إلا أن الاحتلال دمره بالكامل في إطار خطته العسكرية الهادفة لتفريغ شمال القطاع من سكانه.

خطة الإبادة والتطهير العرقي

تأتي هذه الجريمة ضمن حملة عسكرية واسعة ينفذها الاحتلال في شمال قطاع غزة، لا سيما في مخيم جباليا، حيث يسعى لحصار السكان وتجويعهم لدفعهم للنزوح إلى الجنوب. وعلى الرغم من إصرار السكان على الصمود ورفض التهجير القسري، استمر الاحتلال في ارتكاب المجازر، مستهدفاً مراكز الإيواء والمنازل المكتظة بالمدنيين.

أهمية مستشفى كمال عدوان

يقع المستشفى على الحد الشمالي لمخيم جباليا، بالقرب من ساحة الخلفاء وشارع الهوجا، مما جعله محورياً في تقديم الخدمات الطبية للمدنيين في المنطقة. اعتبر الاحتلال المستشفى سبباً رئيسياً في صمود السكان ورفضهم النزوح، ما دفعه إلى استهدافه منذ بداية العمليات البرية.

تفاصيل الحصار والتدمير

حاصرت قوات الاحتلال المستشفى منذ أكثر من 86 يوماً، مانعةً دخول الإمدادات الطبية والغذائية، واستهدفته بالطائرات المسيرة والمدفعية الثقيلة. كما استخدمت روبوتات محملة بالمتفجرات لتدمير أجزاء كبيرة من المستشفى، بما في ذلك محطة الأوكسجين والمولد الكهربائي، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.

الطبيب حسام أبو صفية: رمز الصمود الطبي
رفض الدكتور حسام أبو صفية، مدير المستشفى، مغادرة موقعه رغم التهديدات الإسرائيلية، ما جعله هدفاً مباشراً للاحتلال. اعتقلته القوات الإسرائيلية في أكتوبر الماضي، وأطلقت سراحه لاحقاً بعد ارتكابها جريمة أخرى بقتل طفله إبراهيم في قصف مدفعي.

تعرض أبو صفية لإصابة خطيرة بشظايا قنبلة ألقتها طائرة مسيرة أثناء عمله في المستشفى، إلا أنه أكد مواصلته أداء رسالته الإنسانية قائلاً: "الإصابة وسام شرف، وسنظل نقدم ما نستطيع لشعبنا".

مصير مجهول للطواقم الطبية

اعتقلت قوات الاحتلال أبو صفية مع العشرات من الكوادر الطبية التي رفضت مغادرة المستشفى. ولا يزال مصيرهم مجهولاً وسط مخاوف من تعرضهم للتنكيل أو القتل انتقاماً من دورهم الإنساني.

تأتي هذه الجريمة كجزء من سلسلة استهدافات إسرائيلية للبنية التحتية الطبية والإنسانية في غزة، وسط دعوات دولية متكررة لتوفير الحماية للمرافق الصحية والمدنيين.

البوابة 24