في ظل استمرار التهديدات التركية باستهداف من تعتبرهم إرهابيين من أعضاء حزب العمال الكردستاني أو وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، كشف مصدر أمني تركي عن قيام المخابرات بتنفيذ عملية عبر الحدود.
وأشار "المصدر المطلع"، اليوم الاثنين، إلى أن جهاز المخابرات أجرى عملية داخل الأراضي السورية، اعتقل خلالها مشتبهاً به يعتقد بضلوعه في هجوم عام 2013 على الحدود التركية، والذي أودى بحياة العشرات.
وبحسب ما ذكره "المصدر"، فإن جهاز المخابرات الوطنية تمكن من تحديد موقع محمد ديب كورالي، المشتبه بتخطيطه للهجوم وتوفير القنبلتين المستخدمتين فيه، في الأراضي السورية، لافتًا إلى أنه قد تم اعتقاله ونقله إلى شرطة إقليم هاتاي.
سجن مدى الحياة
والجدير بالإشارة أن المخابرات التركية سبق أن اعتقلت عام 2018 يوسف نازك، وهو تركي متهم بالتخطيط للهجوم ذاته، وصدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة.
وترجع أحداث الهجوم إلى 11 مايو 2013، عندما انفجرت سيارتان ملغومتان في بلدة ريحانلي الحدودية بإقليم هاتاي، ما أسفر عن مقتل 53 شخصاً. وقتها، وجهت أنقرة أصابع الاتهام إلى مجموعة موالية للرئيس السوري السابق بشار الأسد، بينما نفت دمشق أي ضلوع لها في الأمر.
كما سبق وأكدت تركيا عزمها على القضاء على "وحدات حماية الشعب الكردية"، المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وذلك رغم المخاطر المحتملة لفرض عقوبات أمريكية نتيجة الهجمات التركية على مواقع الأكراد في شمال سوريا.
اقرأ أيضًا:
موقف تركيا من هيئة تحرير الشام
ويأتي هذا التصعيد قبيل زيارة مرتقبة لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى دمشق، حيث سيلتقي مسؤولين في الإدارة السورية الجديدة.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أنه يخطط لزيارة دمشق، لافتًا إلى لقاء مرتقب مع مسؤولي الإدارة الجديدة وقائد "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع، وجاء ذلك بعد أن كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن هذه الزيارة في تصريحات الجمعة.
وفي مقابلة مع قناة "فرنس 24" الفرنسية، وأشار "فيدان"، إلى أن تركيا لم تقم بإزالة "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب لأنها ملتزمة بقرارات الأمم المتحدة، ولكنه هناك تعارض بين الأبعاد القانونية والواقعية لهذا الأمر.
"تحرير الشام" والإرهاب
ونوه "فيدان"، بإن تركيا لم ترصد أي أنشطة إرهابية لـ"هيئة تحرير الشام" خلال السنوات العشر الماضية، مضيفًا أن هذا التقييم لا يقتصر على تركيا، بل يتفق معه عدد من أجهزة الاستخبارات الغربية.
وأردف "وزير الخارجية"، أن "هيئة تحرير الشام" لعبت دوراً مهماً في مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة"، وأظهرت تعاوناً كبيراً في تبادل المعلومات الاستخبارية، بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالقضاء على زعيم "داعش" السابق، أبو بكر البغدادي،موضحًا أن هذا التعاون لم يعلن عنه سابقاً بسبب حساسية الوضع.
وأشار فيدان إلى أهمية اجتماع وفد أمريكي رفيع المستوى مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق، إلى جانب زيارات لوفود من دول أوروبية ومنظمات دولية خلال الأيام الأخيرة.
وحول قضية اللاجئين السوريين في تركيا، أكد فيدان أن بلاده تسعى إلى توفير بيئة آمنة تتيح عودة السوريين طوعياً، مع التشديد على عدم إجبارهم على العودة قسراً.