سيناريوهات "اليوم التالي" لحرب غزة.. من سيحكم القطاع؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في ظل إتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة  ودخوله حيز التنفيذ، تتزايد التساؤلات حول مستقبل القطاع ومن سيتولى إدارته في ظل التحديات السياسية والإنسانية الهائلة، حيث يعكس الصراع المستمر بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس عمق الانقسام الفلسطيني، الذي يزداد وضوحًا بعد كل مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.

رؤية السلطة الفلسطينية

وفي هذا الصدد، أكد جمال نزال، عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمتحدث باسمها، أن السلطة الفلسطينية ترفض أي ترتيبات مستقبلية لغزة لا تكون جزءًا منها. 

758568.jpeg.webp
 

وأشار "نزال"، إلى ضرورة تنحي حماس عن الحكم لمنح الشعب الفلسطيني فرصة حقيقية، مبرزًا استمرار السلطة في تحمل مسؤولياتها تجاه تمويل التعليم والصحة والبنية التحتية رغم تراجع دورها في القطاع منذ عام 2007. 

وأكد "المتحدث باسم فتح"، أن العالم يعترف بالسلطة الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، رافضًا التعامل مع حكومة تقودها حماس إلا إذا أجريت انتخابات ديمقراطية.

اقرأ أيضًا:

استراتيجية حماس

ومن جهته، يرى حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في غزة، أن مستقبل القطاع يجب أن يبنى على استراتيجية شاملة تضم جميع الأطراف الفلسطينية، قائلًا: "ما حدث في القطاع أشبه بالزلزال".

وأشار "الدجني"، إلى أن إعادة إعمار غزة وإدارتها تتطلب تعاونًا بين أبناء القطاع والمجتمع الدولي والإقليمي.

وشدد "الدجني"، على أن الاتفاقات الأخيرة توضح أن الجهات التي صاغت هذا الاتفاق ليست على استعداد حاليًا لقبول حماس أو السلطة الفلسطينية كجهة رئيسية لإدارة قطاع غزة.

1.JPG
 

 كما دعا "الدجني"، إلى تبني رؤية شاملة ذات طابع إنساني وسياسي لإعادة إعمار القطاع، تضمن تعاون جميع الأطراف المعنية في العملية.

السيناريوهات المحتملة

سبق وأكدت إسرائيل بشكل قاطع رفضها لوجود حماس أو السلطة الفلسطينية كجهة حاكمة في قطاع غزة، مما يترك المجال مفتوحًا أمام خيارات بديلة. 

وبحسب ما ذكره وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، فإن الخطة الأميركية تشمل إنشاء إدارة مؤقتة للقطاع بمشاركة ممثلين فلسطينيين بالتنسيق مع الأمم المتحدة.

وفي تعليقه على هذه الترتيبات، لفت "جمال نزال"، إلى أن "الاتفاقات الدولية، مثل اتفاقية المعابر لعام 2005، تنص على أن أي إدارة لغزة يجب أن تتم بمشاركة السلطة الفلسطينية والدول الشريكة". 

وفي سياق متصل، شدد "الدجني"، على ضرورة تبني رؤية فلسطينية موحدة تشمل جميع الأطراف، وتضمن مشاركة الجميع في إعادة إعمار القطاع وإدارته.

والجدير بالذكر أن مستقبل غزة يظل رهينا بإرادة الأطراف الفلسطينية وقدرتها على تجاوز خلافاتها، إلى جانب الدعم الدولي والإقليمي، وكذلك التحديات هائلة، إلا أن الفرصة لا تزال قائمة لبناء رؤية شاملة تعيد للقطاع استقراره وتضمن حقوق سكانه.

سكاي نيوز