كشفت صحيفة التايمز عن أن "عذراء ترامب الجليدية"، الملقبة بهذا الاسم بسبب صرامتها، قد حرمت الملياردير إيلون ماسك من الحصول على مكتب دائم في قلب البيت الأبيض.
وذكرت الصحيفة أن هذا القرار الذي اتخذته وايلز، كبيرة موظفي الرئيس الأمريكي، جاء كعقاب لموقفها الرافض للتعامل مع "الأشخاص الذين يسعون للعمل بشكل منفرد أو أن يصبحوا نجومًا".
أول معركة كبيرة
ويشار إلى أن"وايلز"، هي المنسقة السياسية المخضرمة في فلوريدا وأول امرأة تتولى منصب رئيسة الموظفين، حققت انتصارها الأول هذا الأسبوع عندما منعت إيلون ماسك من تأسيس قاعدة دائمة له في الجناح الغربي للبيت الأبيض.
وأضافت "الصحيفة"، أن وظيفة وايلز توصف بأنها "الأصعب في أمريكا"، إذ تقع على عاتقها مسؤولية فرض النظام في عمل ترامب، وضبط الوصول إليه لضمان تركيزه، علاوة على إدارة كبار الموظفين والتواصل مع الكونغرس لدفع الأجندة التشريعية للرئيس.
حزم في الجناح الغربي
في بداية ولايتها، أظهرت "وايلز" صرامتها من خلال وضع قواعد واضحة لموظفي الرئيس الجديد، مؤكدة أن "من لا يُظهر التعاون والالتزام بالأهداف المشتركة لن يكون له مكان في الجناح الغربي".
وشددت على أنها لا ترحب "بالأشخاص الذين يسعون إلى العمل بمفردهم أو يسعون إلى الشهرة"، وهو تصريح بدا كرسالة مباشرة إلى ماسك، الذي وصف بأنه يسعى ليكون "رئيسًا مشاركًا" أو "نائبًا فعليًا للرئيس" بدلاً من جيه دي فانس، يرتبط ماسك بالظهور المتكرر في العناوين الرئيسية، والترويج لأجندته الخاصة وحلفائه.
مكتب ماسك.. بعيد عن المكتب البيضاوي
رغم دور ماسك المحوري في إدارة الكفاءة الحكومية لخفض التكاليف في ولاية ترامب الثانية، إلا أن طلبه لمكتب على مقربة من المكتب البيضاوي قوبل بالرفض.
وبدلاً من ذلك، تم تخصيص مقر لفريق القيادة العليا الخاص به في مبنى مكتب "أيزنهاور" التنفيذي، الذي يقع داخل أراضي البيت الأبيض ولكن على مسافة قصيرة سيرًا على الأقدام من المجمع الرئيسي.
كبح جماح ماسك
كما أوضحت "الصحيفة"، أن خبرة وايلز الطويلة في التعامل مع أصحاب النفوذ والغرور الكبير جعلتها تدرك صعوبة كبح جماح ماسك، الذي يواصل زياراته المتكررة للجناح الغربي.
ورغم ذلك، نجحت وايلز في تعزيز دورها كحارسة بوابة للرئيس، حتى في وجه أغنى رجل في العالم، الذي ارتبط ظهوره بترامب منذ انتقال الأخير إلى منتجع مارالاغو نهاية العام الماضي.
قدرات وايلز القيادية
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن مسيرة وايلز بدأت في فلوريدا، حيث عملت مع رؤساء بلديات جاكسونفيل المتعاقبين، وأدارت حملات انتخابية ناجحة لحاكم الولاية ريك سكوت ومجلس الشيوخ.
وقد التقت بترامب خلال انطلاقته السياسية، حيث أثبتت كفاءتها في التعامل معه وإقناعه بعدم جدوى بعض القرارات.
وقال كريس ويبل، مؤلف كتاب عن حملة ترامب، إن انضباط وايلز خلال الحملة الأخيرة التي وصفت بأنها الأكثر تنظيمًا من بين حملات ترامب الثلاثة للرئاسة، أظهر قدرتها على العمل معه وكسب احترامه وثقته، وهي ميزة لم يتمتع بها أي من أسلافها.