كشف يوآف غالانت، وزير الجيش الإسرائيلي السابق، عن تفاصيل جديدة تتعلق بحرب غزة، بدءًا من هجوم 7 أكتوبر 2023 وحتى الهدنة التي تأثرت بتطورات سياسية دولية، خصوصًا موقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وفي مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، وصف غالانت اللحظات الأولى للهجوم، موضحًا أنه تلقى اتصالًا من ابنته في تل أبيب تخبره بوجود إنذارات، ليتأكد بعدها من رئيس الأركان أن الهجوم ليس مجرد قصف صاروخي، بل يتضمن اختراقًا بريًا داخل إسرائيل.
اقرأ أيضًا:
- الأمم المتحدة تحذر من مخلفات الحرب في غزة
- الأمم المتحدة: الحرب في غزة تقتل أكثر من 13 ألف طفل وتخلف أزمة إنسانية حادة
وأضاف أن الأجواء داخل المؤسسة العسكرية كانت مشحونة بالارتباك، حيث كان هناك شعور بعدم فهم ما يجري على الأرض، وأشار إلى أنه أدرك سريعًا أن الوضع يتطلب إعلان حرب شاملة، فأمر بفتح المستودعات العسكرية وتجنيد القوات الاحتياطية، متوقعًا أن يكون لحزب الله دور في الهجوم، وهو ما تأكد لاحقًا عند العثور على وثائق حماس التي كشفت نيتها إشراك الحزب في المعركة.
نتنياهو في أزمة نفسية
وتحدث غالانت عن حالة بنيامين نتنياهو صباح الهجوم، مؤكدًا أنه كان في مزاج كئيب حتى بعد أيام من بدء الحرب، مضيفًا أنه لم يؤيد تقييم نتنياهو المتشائم للوضع، وأكد أنه لم يحصل على أي تحذير استخباراتي بشأن نية حماس شن الهجوم، كما لم تكن هناك أي إشارات تدل على التخطيط لهجوم بهذا الحجم.
كما كشف أن نتنياهو عارض العملية البرية في غزة، محذرًا من وقوع آلاف القتلى الإسرائيليين إذا تم تنفيذها، لكن غالانت دافع عن ضرورة الهجوم قائلاً: "إذا لم نستخدم الجيش بعد مقتل ألف مدني وخطف النساء والأطفال، فلماذا لدينا جيش إذًا؟"، وأضاف أن الضغط على الحكومة كان ضروريًا لإطلاق العملية البرية، خاصة أن القوات كانت تشعر بعدم الجدية في تنفيذها.
مفاوضات الهدنة
وأكد غالانت أن الحكومة الإسرائيلية لم تفعل كل ما بوسعها لإعادة المختطفين، مشيرًا إلى أن صفقة التبادل التي قدمت في يوليو كانت مشابهة للعرض الحالي، لكن إسرائيل أضاعت وقتًا ثمينًا، ما أدى إلى تقليل عدد الرهائن الأحياء ورفع كلفة الصفقة.
وألقى باللوم على الصراعات السياسية داخل الحكومة، حيث رفض وزير المالية بتسلئيل سموتريتش صفقة تضمنت انسحابًا من محور نتساريم مقابل الإفراج عن 18 رهينة، مهددًا بإسقاط الحكومة.
وأوضح غالانت أن دور ترامب كان حاسمًا في توقيت الهدنة، مشيرًا إلى أن نتنياهو كان أكثر اهتمامًا بالحصول على دعم ترامب مقارنة بالتنسيق مع إدارة جو بايدن، واعتبر أن هذا التأثير السياسي هو ما أدى إلى تأخير بعض القرارات الحاسمة في الحرب.
اغتيال نصر الله
ورفض غالانت منح نتنياهو الفضل في مقتل حسن نصر الله، مؤكدًا أنه كان الشخص الوحيد الذي ضغط من أجل مواصلة القتال ضد حزب الله خلال فترة التصعيد، كما رفض مزاعم نتنياهو بأن مظاهرات عائلات الرهائن الإسرائيليين شجعت حماس على التمسك بمواقفها، مشيرًا إلى أن الحكومة تأخرت في إبرام الصفقة رغم أن شروطها كانت مطروحة منذ شهور.