أفادت صحيفة" لو فيغارو" الفرنسية، بإن الرئيس الأمريكي نهجًا هجوميًا في فرض التغيير بالقوة، مستندًا إلى أسلوبه في عالم العقارات، الذي يقوم على "الصدمة" و"تقنية الهدم الجذري".
وأشارت "الصحيفة"، إلى أن السياسة التي انتهجها ترامب في صراعاته العقارية، والتي تعتمد على التفاوض القوي والضغط المستمر لتحقيق مصالحه، قد تكون مفتاحًا لفهم تحركاته على الساحة السياسية، لا سيما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية.
استراتيجيته قائمة على زعزعة
وأضافت "الصحيفة"، أن ترامب غالبًا ما يتبنى مواقف مثيرة للجدل على المستوى الدولي، مما يترك خصومه في حالة ارتباك وتشويش، وهو ما يعكس استراتيجيته القائمة على زعزعة الوضع القائم لتحقيق أهدافه.
هل يقود #ترامب العالم إلى أزمة اقتصادية؟.. تصريحات نارية تهز الأسواق العالمية#إرم_نيوز pic.twitter.com/4eCzJsLXZI
— Erem News - إرم نيوز (@EremNews) February 2, 2025
وأوضحت "الصحيفة"، أن فهم نيات ترامب السياسية يتطلب العودة إلى سنوات عمله في مجال العقارات في نيويورك، حيث صاغ رؤيته الخاصة حول التفاوض، إذ كان عليه اختبار مدى جدوى مشروعاته قبل أن يبدأ بإقناع جميع الأطراف المعنية، من الحكومة إلى المستثمرين والمهندسين والممولين.
من هنا، قام "ترامب" بتطوير أسلوبه الفريد المعروف بـ"تقنية مطرقة الهدم"، وهي طريقة تهدف إلى إظهار القوة والضغط على كافة الأطراف المعنية لإجبارهم على التفاوض بشروطه.
اقرأ أيضًا:
أسلوب الصدمة
والجدير بالإشارة أن "ترامب" قد أوضح في كتابه فن الصفقة كيف يستخدم أسلوب "الصدمة" كأداة للتأثير على خصومه، حيث يطرح اقتراحات غير تقليدية لإرباك الطرف الآخر وإحداث حالة من الفوضى الذهنية، ما يعزز موقفه التفاوضي.
وفي هذا الصدد، أشار الفيلسوف الفرنسي ميشيل إلتشانينوف، إلى أن هذه الاستراتيجية ليست مجرد تكتيك سياسي، بل هي محاولة لتطبيق قوة غير قابلة للمقاومة، مما يؤدي إلى إرباك الخصوم وخلق حالة من الصدمة العاطفية التي تفقدهم القدرة على المقاومة الفعالة.
ووفقًا لما جاء في التقرير، فإن الاقتصاد يشكل حجر الزاوية في السياسة الخارجية لترامب، حيث يعتبره أداة رئيسية لإحداث التغيير.
وفي تصريحه الأخير بشأن غزة، قدم ترامب، مقترح بتحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهو ما يعكس تفكيره التجاري، إذ يبدو أنه يرى في الحلول الاقتصادية وسيلة لحل نزاع معقد امتد لأكثر من ثمانية عقود.
ولفتت "الصحيفة"، إلى أن هذا النهج ليس جديدًا، فقد سبق لترامب أن اقترح عام 2019 تحويل كوريا الشمالية إلى "ريفييرا اقتصادية" إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام مع نظامها، إلا أن هذا الطموح لم يجد صدى في أي من السياقات الجيوسياسية، سواء في الشرق الأوسط أو في شبه الجزيرة الكورية.
"مزحة رديئة".. ترامب تحت مقصلة الانتقادات بعد "خطة السيطرة على غزة"#إرم_نيوز #ترامب #غزة #أمريكا #إسرائيل pic.twitter.com/vZzm981viF
— Erem News - إرم نيوز (@EremNews) February 5, 2025
التراجع عن فكرة الدولة الفلسطينية
وشددت "الصحيفة"، على أن أبرز عناصر سياسة ترامب الخارجية يتمثل في تراجعه عن دعم فكرة الدولة الفلسطينية، التي شكلت محورًا رئيسيًا في السياسة الأمريكية لسنوات طويلة، لكنه لم يعد يعتبرها أولوية.
ويبدو أن ترامب قد تخلى عن حل الدولتين، الذي ظل هدفًا رئيسيًا للولايات المتحدة لعقود، وهو ما يعكس تحولًا جوهريًا في الموقف الأمريكي تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
صدمة للعالم العربي
ونوهت "الصحيفة الفرنسية"، بأن تصريحات ترامب الأخيرة، يمكن تفسيرها على أنها محاولة لإحداث "صدمة" في العالم العربي، تدفعه إلى إعادة النظر في مواقفه، عبر طرحه لحلول غير تقليدية، مثل فكرة تحويل غزة إلى منتجع اقتصادي.
والجدير بالذكر أن "ترامب" يعتقد أن السياسات السابقة لم تؤدِ إلى نتائج إيجابية، متسائلًا: "إلى أين وصلت سياساتكم؟"، معتبرًا أن الوضع في المنطقة أصبح كارثيًا رغم تعدد محاولات الحل، ما يجعله يوجه دعوة مباشرة للدول العربية للتخلي عن استراتيجياتها القديمة والانفتاح على مقاربات جديدة ومختلفة.