أحد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم يروي ظروف اعتقاله وأساليب التعذيب داخل سجون الاحتلال 

سجون الاحتلال
سجون الاحتلال

تضمنت الدفعات الست من صفقة تبادل الرهائن والسجناء بين إسرائيل وحماس في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع في قطاع غزة الإفراج عن العديد من السجناء والمعتقلين الفلسطينيين. 

وخلال المرحلة الأولى من الصفقة، تحدث بعض المفرج عنهم عن تجاربهم ومعاناتهم في السجون الإسرائيلية، حيث أشاروا إلى الانتهاكات والظروف القاسية التي عاشوها. 

وشملت الدفعة الرابعة من الصفقة التي تم الإفراج عنها في 1 فبراير 2025، 18 سجينًا محكومين بالمؤبد و54 آخرين من ذوي الأحكام العالية، بالإضافة إلى 111 شخصًا تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023.

اقرأ أيضًا:

ظروف اعتقاله

أحد المفرج عنهم، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، روى لبي بي سي تفاصيل اعتقاله، حيث تم اعتقاله من داخل مدرسة للنازحين في غزة بعد أن داهمها الجيش الإسرائيلي. 

وقال إنه تم إخراجهم من المدرسة وهم يرتدون ملابسهم الداخلية، إذ كان الجيش قد طوق المكان واحتجزهم دون العثور على أي مسلحين داخل المدرسة، وبعد ذلك، نقلوا إلى أماكن احتجاز تشبه الزنازين، حيث بدأ التعذيب منذ اللحظات الأولى، موضحًا أنه تعرض للضرب على رأسه بأحذيتهم وأسلحتهم بهدف انتزاع اعتراف منه بانتمائه لجماعات مسلحة، رغم تأكيده على أنه كان مجرد موظف حكومي، وهدده أحد الجنود بأنه لن يخرج من السجن إلا بعد خمسة عشر عامًا.

وتابع المفرج عنه في حديثه، موضحًا كيف كانت الحياة داخل السجون مليئة بالإهانة، حيث تم تكبيل المعتقلين وإجبارهم على الركوع على ركبهم مع تغطية أعينهم، بالإضافة إلى إجبارهم على وضع رؤوسهم على الأرض والبقاء في هذه الوضعية طوال الليل. 

كما تعرض لإهانة إضافية عند حاجته للذهاب إلى دورة المياه، حيث كان يعاني من مشكلة صحية في البروستاتا، لكن كانت هناك صعوبة في الحصول على إذن للذهاب، وعندما كان يسمح له بذلك، كان يجبر على "التعري أمام الجنود".

أساليب التعذيب

وفيما يتعلق بظروف السجون، قال الفلسطيني المفرج عنه إن عدد السجناء الفلسطينيين يتجاوز 10 آلاف حتى بداية 2025، موزعين على 23 سجنًا ومركز توقيف، وأشار إلى أنه تم تهديد عائلات المعتقلين بعدم الاحتفال بإطلاق سراح أبنائهم أو رفع أي راية، مهددين بقصف أماكن التجمعات. 

وأضاف أن هذه التهديدات تأتي في إطار محاولات إسرائيل ضرب الرمزية الثقافية للأسير الفلسطيني في الوعي الجمعي للشعب الفلسطيني.

وذكر الفلسطيني المفرج عنه أن كل مرحلة من مراحل الاحتجاز تضمنت نوعًا خاصًا من التعذيب، مشيرًا إلى أنه تعرض للصعق بالكهرباء في وجهه ومناطق حساسة، إضافة إلى التعذيب عن طريق "الشبح"، حيث تم تعليقه من يديه في السياج لمدة ساعتين مما تسبب في تمزق يديه، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع رفع يديه بالكامل الآن بسبب آثار التعذيب. 

وفي غرفة التحقيق، قال إنه تم إجبارهم على ارتداء حفاظات لمنعهم من طلب الذهاب إلى دورة المياه، بينما تعرض للضرب المبرح على منطقة حساسة ما أدى إلى فقدانه الوعي، ولم يسمح له بالذهاب إلى دورة المياه لمدة 20 يومًا. 

كما كانت المياه تتوفر لهم فقط لمدة ساعة واحدة يوميًا في حين كانت الغرفة التي احتجز فيها تضم حوالي 15 شخصًا يتقاسمون ثلاث وجبات بسيطة تتكون من الأرز والعدس والفاصوليا النيئة.

إعاقات جسدية 

وأشار إلى أن المعتقلين كانوا يتوقعون الموت في أي لحظة، معتبرين أن حياتهم كانت مليئة بالعذاب والإهانة، وأضاف أنه بعد الإفراج عنهم خرجوا بإعاقات جسدية ونفسية، وذكر أنه فور خروجه، تلقى خبر مقتل 25 من أفراد عائلته وأن منزله قد تم تدميره في غزة.

وفي ختام حديثه مع بي بي سي، أكد الفلسطيني المفرج عنه أن ما تعرض له كان محنة قاسية، وأنه لا ينبغي لأي شخص أن يستهين بمحنة السجناء، سواء كان احتجازهم ليوم أو لعشرين عامًا. 

وبدأت الحرب في غزة بسبب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص وأسر 251 آخرين. 

وحتى الآن، قتل أكثر من 48,230 فلسطينيًا في غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع، كما تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي ثلثي مباني غزة قد دمرت أو تضررت.

بي بي سي