اتخذ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قرارًا رسميًا ببدء المحادثات حول المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وسط تسريبات إعلامية إسرائيلية تكشف عن تفاصيل هذه المرحلة وشروط الاحتلال بشأنها.
وأفادت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن مسؤولية قيادة هذه المفاوضات سوف توكل إلى وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، بالتنسيق المباشر مع نتنياهو، كما أشارت الصحيفة إلى أن رئيس جهاز الشاباك لن يكون جزءًا من فريق التفاوض الجديد، ومن المحتمل ألا يعود رئيس الموساد أيضًا للمشاركة.
مفاوضات المرحلة الثانية
من جهتها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن محادثات المرحلة الثانية مع حركة حماس سوف تبدأ رسميًا بمجرد وصول المبعوث الأميركي، ستيفن ويتكوف، إلى إسرائيل، وأكدت الهيئة أن نتنياهو أبلغ مجلس الوزراء المصغر بقراره بدء هذه المحادثات، في حين وضعت الحكومة الإسرائيلية ديرمر على رأس فريق التفاوض مع الوسطاء وحماس، ليس فقط للمرحلة الثانية بل أيضًا للمرحلة الثالثة، بهدف فرض شروط معقدة تجعل حماس ترفض الاتفاق.
اقرأ أيضًا:
- بدء مفاوضات المرحلة الثانية بين نتنياهو ومبعوث ترامب ومصر.. تفاصيل
- صحيفة عبرية تكشف مطالب نتنياهو في المرحلة الثانية من اتفاق غزة وتتوقع هذا الرد من حماس
وفي سياق متصل، صرح وزير خارجية الاحتلال، غدعون ساعر، بأن إسرائيل سوف تبدأ المفاوضات هذا الأسبوع، مشددًا على أن الاحتلال يسعى إلى نزع السلاح الكامل من قطاع غزة.
وأضاف أن حماس تسعى إلى تكرار نموذج حزب الله في غزة، حيث ستسلم الحكم المدني للسلطة الفلسطينية أو جهة أخرى، لكنها ستظل الجهة العسكرية المسيطرة، وهو أمر ترفضه إسرائيل بشدة.
وأكد أن إسرائيل لن تقبل باستمرار وجود حماس أو أي فصيل مسلح آخر في القطاع، مطالبًا بوضع آلية تنفيذية تضمن القضاء التام على أي قوة عسكرية في غزة.
اتفاق غزة
وكان من المقرر أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية في الثاني من فبراير، لكن قطر، التي تلعب دور الوسيط إلى جانب مصر والولايات المتحدة، أكدت أن هذه المحادثات لم تبدأ رسميًا حتى الآن.
كما أن هناك تضاربًا في المواقف الإسرائيلية بشأن مدى التزامها بالمشاركة في هذه المرحلة، خصوصًا بعد أن دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير، بهدف إنهاء الحرب على غزة بشكل دائم.
وعلى الرغم من الصعوبات والتوترات، فإن المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تضمنت إطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، لا تزال قائمة رغم الانتكاسات المتكررة وتبادل الاتهامات بين الطرفين بشأن انتهاكات للاتفاق.
ومع ذلك، من المتوقع أن تكون المفاوضات حول المرحلة الثانية أكثر تعقيدًا، حيث تتناول قضايا حساسة مثل مستقبل إدارة غزة بعد الحرب، والتي لا تزال محل خلاف جوهري بين الطرفين.
شروط تل أبيب
وفي هذا السياق، جدد ساعر تأكيده على أن إسرائيل لن تسمح باستمرار وجود حماس في غزة، لكنه أشار إلى أن الاحتلال قد يوافق على تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، الذي من المفترض أن يستمر ستة أسابيع، إذا سارت المفاوضات بطريقة إيجابية.
وحتى الآن، تم إطلاق سراح 19 محتجزًا إسرائيليًا مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، مع توقع إطلاق سراح 14 أسيرًا آخر، يعتقد أن 6 منهم على قيد الحياة، ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق.
كما تسعى إسرائيل إلى استعادة الأسرى الأحياء يوم السبت المقبل، في حين يتوقع تسليم 4 جثث لرهائن قتلوا يوم الخميس.
وفي خطوة أخرى، أعلنت إسرائيل عن نيتها السماح بإدخال منازل متنقلة لسكان غزة الذين يعيشون وسط الأنقاض بسبب الدمار الناتج عن القصف الإسرائيلي المستمر منذ 15 شهرًا، إلا أن حركة حماس اتهمت الاحتلال بتعمد تأخير تسليم هذه المنازل، مهددةً بتأجيل عمليات تبادل الأسرى حتى يتم حل هذه القضية.