في واقعة صادمة ومأساوية، قام شاب مصري في العشرينيات من عمره بإنهاء حياته أثناء بث مباشر عبر حسابه على موقع "فيسبوك"، حيث تناول "حبة الغلة" السامة، بعد تعليق قاسي من أحد أصدقائه على منشور له عبر "فيسبوك"، حيث كتب له ساخرًا: "خد حباية غلة وطفي نار قلبك"، أقدم الشاب على إنهاء حياته، في واقعة حادثة هزت الرأي العام وأثارت موجة من الجدل حول خطورة هذه الظاهرة.
شاب يتناول حبة الغلة وينهي حياته
ظهر الشاب مصري من محافظة الدقهلية، في البث المباشر وهو يتحدث عن معاناته والضغوط التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار، قائلاً: "أنا أخدت حباية الغلة وذنبي في رقبة كل اللي ظلمني ومش مسامح كل من ظلمني".
وأثناء حديثه مع شخص يبدو أنه يحاول إثنائه عن قراره، أكد الشاب قائلاً: "فاكرني بضحك؟ والله أخدت حبيتين غلة"، مما عزز من مأساوية المشهد الذي شاهده متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي.
— فيديوهات ترند (@Trend_vide0s) February 19, 2025
محاولات لإنقاذه لم تفلح
والجدير بالإشارة تلقت الأجهزة الأمنية في الدقهلية بلاغًا عن الحتدث، حيث تم نقل الشاب مصطفى محمد مصطفى عبده، البالغ من العمر 22 عامًا، إلى مستشفى منية النصر في محاولة لإنقاذه، وعلى الرغم من تلقيه الإسعافات الأولية داخل قسم العناية المركزة، إلا أن الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذ حياته، ليفارق الحياة متأثرًا بسموم "حبة الغلة".
ضغوط نفسية وكلمات قاسية
كشف أصدقاء الشاب وأقاربه، من خلال تعليقاتهم على صفحته في "فيسبوك"، أنه كان يعاني من أزمات نفسية وضغوط مالية كبيرة، كما أشار البعض إلى أن تعليقًا سلبيًا على أحد منشوراته كان بمثابة الدافع الأخير الذي دفعه إلى إنهاء حياته، حيث نصحه أحد المعلقين بشكل ساخر بتناول "حبة الغلة".
وعقب تداول الخبر، انطلقت ردود فعل غاضبة بين رواد منصات "السوشيال ميديا"، لاسيما بعد اكتشافهم لهذا التعليق، الذي اعتبره كثيرون دافعًا مباشرًا لانتحار الشاب، مناشدين بضرورة محاسبة المسؤولين عن نشر مثل هذه العبارات القاسية التي قد تؤدي إلى عواقب مأساوية.
وإلى ذلك، كشفت تفاصيل جديدة عن العلاقة بين الشاب الراحل وصاحب التعليق، حيث تبين أنهما كانا مقربين، إذ نشر المتوفى قبل نحو عام منشورًا يدعو فيه أصدقاءه لحضور حفل زفاف نفس الشخص الذي كتب التعليق، هذا الأمر أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقة بينهما، وما إذا كان التعليق مجرد مزاح ثقيل أم أن هناك عوامل نفسية أخرى دفعت الشاب إلى اتخاذ هذا القرار المأساوي.
رسائل تحذيرية من حبة الغلة
كما أثارت الواقعة موجة من الحزن بين أصدقائه، حيث وجه أحدهم رسالة مؤثرة دعا فيها إلى التوقف عن ممارسة الضغوط على المتعثرين ماليًا، كما حث الآخرين على الابتعاد عن التعليقات السلبية التي قد تؤثر على الحالة النفسية لغيرهم، قائلاً: "اجبر بخواطر الناس يرحمكم الله.. مصطفى انتحر بسبب كلمة في تعليق بعدما واجه ضغوطات دنيوية".
"حبة الغلة".. أداة الموت الصامت
ويجدر الإشارة إلى أن "حبة الغلة" من أكثر الوسائل انتشارًا في حالات الانتحار داخل الريف المصري، حيث تستخدم في الأصل كمبيد حشري لحماية المحاصيل من القوارض والتسوس، لكنها تحولت إلى وسيلة انتحار رخيصة وسريعة، تودي بحياة المئات سنويًا.
وتضمن هذه الحبوب على مادة "فوسفيد الألمنيوم"، التي تطلق غاز الفوسفين السام عند تعرضها للرطوبة أو ابتلاعها، ما يؤدي إلى فشل الأعضاء الحيوية بالجسم دون وجود مضاد فعال لهذا السم حتى الآن.
انتشار مقلق وحوادث متزايدة
والجدير بالذكر أنه في السنوات الأخيرة، ازدادت حالات الانتحار باستخدام "حبة الغلة"، لتصبح ظاهرة مقلقة في الريف المصري، وسط مطالبات بضرورة فرض قيود مشددة على بيعها وتوعية الشباب بمخاطرها القاتلة.
وتعتبر هذه الحادثة واحدة من مجموعة حوادث مشابهة تناولتها وسائل الإعلام، مما يثير التساؤلات حول ضرورة إيجاد حلول جذرية للحد من انتشار هذه الظاهرة القاتلة.