مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، يتساءل العديد من مرضى الكبد عن الطريقة المثلى للصيام دون التعرض لأي مضاعفات قد تؤثر على صحة الكبد ووظائفه الحيوية.
ويتطلب الصيام لهؤلاء المرضى نظامًا غذائيًا متوازنًا يتناسب مع حالتهم الصحية، مما يستدعي استشارة الأطباء لتحديد ما إذا كان الصيام آمنًا لهم أم لا.
اقرأ أيضًا:
- احذر تناول الشاي والقهوة في رمضان.. لن تصدق تأثيرهما على الصيام
- ماذا يحدث للجسم عند كسر الصيام على التمر؟.. مصدر طبي يجيب
في هذا الإطار، يوضح الدكتور هشام الخياط، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي، أن اتباع نظام غذائي مناسب خلال شهر رمضان ضروري لمرضى الكبد، مع التأكيد على ضرورة تخصيص الحمية الغذائية وفقًا لكل حالة مرضية على حدة.
كما يشير إلى وجود بعض الفئات التي لا ينبغي لها الصيام تحت أي ظرف لتجنب التعرض لمضاعفات قد تؤثر على حياتهم بشكل خطير.
الفئات التي يجب عليها الامتناع عن الصيام
بحسب ما أكده الدكتور هشام الخياط، هناك خمس فئات من مرضى الكبد لا يسمح لهم بالصيام نظرًا لما يشكّله من مخاطر صحية جسيمة عليهم، وهم:
- مرضى الكبد غير المتكافئ، حيث يعانون من خلل في وظائف الكبد يجعل الصيام خطرًا عليهم.
- مرضى تليف الكبد المصحوب بارتفاع نسبة الصفرا، إذ قد يؤدي الصيام إلى تدهور حالتهم الصحية.
- المرضى الذين يعانون من الغيبوبة الكبدية، حيث يحتاجون إلى تغذية منتظمة وأدوية تمنع تدهور وظائف الكبد.
- مرضى الاستسقاء البطني، الذين يعانون من احتباس السوائل بالجسم ويحتاجون إلى متابعة دقيقة لنظامهم الغذائي والأدوية.
- مرضى الورم الكبدي، إذ يتطلب وضعهم الصحي تناول أدوية منتظمة والالتزام بتغذية متوازنة للحفاظ على استقرار وظائف الكبد.
بالإضافة إلى هذه الفئات، يمنع أيضًا الصيام عن مرضى دوالي المريء، الذين يعانون من تمدد في الأوعية الدموية داخل المريء، مما قد يعرضهم لمخاطر النزيف أثناء الصيام.
كما يجب على مرضى التهاب الكبد الحاد ومرضى التليف الكبدي المصحوب بالسرطان تجنب الصيام تمامًا، إذ قد يؤدي الامتناع عن الطعام والسوائل لساعات طويلة إلى مضاعفات خطيرة.
أفضل نظام غذائي لمرضى الكبد في رمضان
أما بالنسبة للمرضى الذين يسمح لهم بالصيام، فقد شدد الدكتور الخياط على أهمية الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن، يعتمد على تجنب الحلويات والسكريات، والحدّ من استهلاك الأطعمة الغنية بالنشويات.
كما أوضح أن تناول المكسرات ينبغي أن يكون محدودًا، بحيث لا يتجاوز المريض خمس حبات يوميًا، لتجنب تراكم الدهون غير الصحية في الكبد.
أما مرضى الدهون الكبدية الملتهبة ومرضى السمنة وارتفاع الكوليسترول، فعليهم الامتناع تمامًا عن تناول الدهون المشبعة مثل السمنة والقشطة والمقليات، نظرًا لتأثيرها السلبي على الكبد
بينما يسمح لمرضى التهاب الكبد الحاد بتناول كميات معتدلة من السكريات والبروتينات، حيث تساعد هذه العناصر الغذائية في تنشيط وظائف الكبد وتسريع شفائه.
وعلى العكس من ذلك، يحظر على مرضى التليف الكبدي تناول البروتينات الثقيلة والدهون، إذ قد يؤدي ذلك إلى إجهاد الكبد وإضعاف قدرته على أداء وظائفه الحيوية.
واختتم الدكتور هشام الخياط حديثه بالتأكيد على أهمية إجراء الفحوصات الطبية الدورية قبل بدء شهر رمضان، لضمان قدرة المريض على الصيام دون مخاطر صحية، كما نصح بضرورة المتابعة المستمرة مع الأطباء المختصين خلال الشهر الكريم، لتقييم الحالة الصحية وتجنب أي مضاعفات قد تهدد حياة المريض.