كشف المحلل العسكري الإسرائيلي يوآف زيتون، عن تقديرات أمنية تؤكد أن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة لا يحرز أي تقدم.
سبب عدم تنفيذ خطة ترامب
ووفقًا لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أوضح "زيتون"، أن مصادر أمنية إسرائيلية ترجّح عدم إمكانية المضي قدمًا في تنفيذ هذا المخطط، لافتًا إلى أن العائق الأساسي يكمن في غياب دولة ثالثة توافق على استقبال الفلسطينيين الراغبين في مغادرة القطاع طواعية.
ومن جهته، أشار مسؤول أمني إسرائيلي رفيع، لم يكشف عن هويته، إلى إن "العقبات التي تعترض تنفيذ المبادرة تفوق بكثير الفرص المتاحة لإنجاحها"، موضحًا أنه "حتى لو تم تنفيذ برنامج تجريبي يسمح بمغادرة مئات السكان، رغم نقاط التفتيش التي تفرضها حركة حماس، فقد يتبعهم آخرون، خصوصًا إذا مُنحوا خيار العودة لاحقًا".
كما لفت "المسؤول"، إلى أن "الأردن ومصر يرفضان استقبال هؤلاء المهاجرين، مما يعكس فجوة كبيرة بين التصريحات العلنية والواقع العملي".
كما تساءل مسؤولون في الجيش الإسرائيلي، عن جدوى هذه المبادرة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل، ونقل "زيتون" عن أحدهم قوله: "حتى إذا نجحنا في تهجير عشرات أو حتى مئات الآلاف من سكان غزة من دون أن نُتهم بارتكاب جرائم حرب، فكيف يمكن لهذا الإجراء أن يؤدي إلى الإطاحة بحماس؟".
رفض إقليمي ودولي لخطة ترامب لتهجير الفلسطينيين
والجدير بالإشارة أن "ترامب"، يروج منذ 25 يناير الماضي، لفكرة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، غير أن البلدين رفضا الأمر بشكل قاطع، علاوة على رفض دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
استفادة حماس من وقف إطلاق النار
في سياق آخر، أشار "زيتون"، إلى أن وقف إطلاق النار الذي استمر 35 يومًا أتاح لحماس فرصة إعادة تنظيم قواتها المتضررة بشدة من العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 14 شهرًا.
وزعم "زيتون"، أن "آلافًا من عناصر حماس، الذين كانوا مختلطين بالمدنيين العائدين، تحركوا شمالًا في غزة عقب انسحاب إسرائيل من ممر نتساريم وعودة نحو نصف مليون فلسطيني إلى مدينة غزة".
وأردف "زيتون"، أن عملية إعادة التنظيم تشمل تعيين قيادات جديدة، والاستفادة من الأنفاق غير المكتشفة، وبناء مزيد من المرافق تحت الأرض، علاوة على إعادة ترتيب الألغام والمتفجرات لاستهداف القوات الإسرائيلية.
استعدادات إسرائيلية لاستئناف الحرب
وفي السياق ذاته، كشف "المحلل العسكري"، عن استعدادات الجيش الإسرائيلي لاستئناف العمليات البرية في ظل تأخر الحكومة في تنفيذ المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى.
وتابع "المحلل العسكري"، أن العمليات المقبلة ستشمل نشر قوات كبيرة مدعومة بغارات جوية مكثفة، إلا أن القيادات العسكرية تأخذ في الحسبان الضغوط المتزايدة التي تواجهها قوات الاحتياط بعد تعبئتها المكثفة منذ أكثر من عام ونصف.
نتنياهو يرفض إطلاق سراح أسرى فلسطينيين
على صعيد آخر، أوضح "المحلل"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر، عقب مشاورات مع عدد من الوزراء، عدم الإفراج عن 620 أسيرًا فلسطينيًا مقابل ستة إسرائيليين أحياء أفرجت عنهم كتائب القسام، وذلك خلافًا لتوصيات قادة المؤسسة الأمنية.
ومن جانبها، بررت حكومة نتنياهو القرار بالإشارة إلى "الاحتفالات" التي رافقت إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، معتبرة ذلك "انتهاكًا" من جانب حماس.
المماطلة في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
ويجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بدأت في 19 يناير الماضي، وتشمل الاتفاقية ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يومًا، مع ضرورة التفاوض على المرحلة التالية قبل إتمام سابقتها.
وعلى الرغم من أنه كان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية في 3 فبراير الجاري، فإن نتنياهو يواصل المماطلة في التفاوض، بينما أسفرت المرحلة الأولى عن إطلاق سراح 29 أسيرًا إسرائيليًا (من أصل 33 مشمولين في الاتفاق)، بينهم 4 جثث، مقابل 1755 أسيرًا فلسطينيًا.
والجدير بالذكر أن إسرائيل شنت حربًا مدمرة على غزة، منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 19 يناير 2025، أسفرت عن أكثر من 160 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن نحو 14 ألف مفقود، وذلك في ظل دعم أمريكي مستمر للعمليات العسكرية الإسرائيلية.