كشفت طبيبة الأمراض النفسية ماريا شتان، الخبيرة في المشروع الاجتماعي Dementia.net، أن الاكتئاب قد يؤدي إلى ما يعرف بالخرف الكاذب، وهو حالة تظهر أعراضًا مشابهة للأمراض التنكسية العصبية، لكنها في الواقع ليست دائمة ويمكن علاجها.
كيف نميز بين الخرف الكاذب والخرف الحقيقي؟
يعتبر تشخيص الخرف عملية معقدة، حيث يرتبط بفقدان لا رجعة فيه للخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تدهور الذاكرة وتغير في الشخصية، إلا أن هناك أعراضًا متشابهة لا تعني بالضرورة الإصابة بالخرف، بل قد تكون مجرد خلل مؤقت في وظائف الجسم، وهو ما يعرف بـ"الخرف الكاذب"، وهي حالة يمكن تصحيحها وعلاجها.
الفرق بين الخرف الكاذب والخرف الحقيقي
أوضحت "الخبيرة"، أن الفرق الجوهري بين الحالتين هو أن الخرف الكاذب قابل للعلاج، في حين أن الخرف الحقيقي ينتج عن تلف دائم للخلايا العصبية، في حالات الخرف الكاذب، يكون الانتباه والدافع متأثرين بسبب عوامل مثل الاكتئاب، اضطراب الهرمونات، أو التوتر، دون أن يكون هناك تلف عضوي في الدماغ.
حالة مرضية تكشف حقيقة الخرف الكاذب
ذكرت "الخبيرة"، مثالًا لسيدة تبلغ من العمر 56 عامًا، بدأت تعاني من فقدان الذاكرة بعد خضوعها لعملية جراحية لاستئصال الرحم والمبايض، مما استلزم علاجًا هرمونيًا تعويضيًا. لكنها توقفت عن تناول العلاج بسبب الأعراض الجانبية، مما أدى إلى مشكلات إدراكية متزايدة، وكشفت الفحوصات أن السبب لم يكن تلفًا دماغيًا، بل نقص الانتباه الناجم عن خلل هرموني، وبعد استئناف العلاج الهرموني، تحسنت حالتها بشكل ملحوظ خلال شهر، وتعافت تمامًا بعد ستة أشهر.
كيف يمكن منع تطور الخرف الكاذب؟
أكدت طبيبة الأمراض النفسية، أنه يمكنك منع الخرف الكاذب عن طريق اتباع النصائح التالية:
-
الحفاظ على توازن الهرمونات من خلال العلاجات المناسبة.
-
التواصل الاجتماعي للحد من العزلة وتحفيز الدماغ.
-
ممارسة الهوايات التي تعزز النشاط الذهني.
-
الاهتمام بالنشاط البدني الذي يحافظ على صحة الجهاز العصبي.
كما أوصت "الطبيبة"، بضرورة التشخيص المبكر، حيث أن اللامبالاة وضعف التركيز يستدعيان استشارة طبية فورية لضمان العلاج الفعال قبل تفاقم الحالة.