هل شرب الخشاف يبطل الصيام؟.. تعرف على حكم خلط الزبيب بالتمر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتكرر سنويًا بعض الفتاوى المنسوبة إلى عدد من شيوخ السلفية، والتي تحرم تناول "الخشاف" الذي يعتبر من المشروبات التقليدية في مصر، بحجة احتوائه على مكونات مثل التمر والزبيب، استنادًا إلى الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، والذي نهى فيه عن الجمع بين التمر والزبيب في الإناء نفسه.

تحريم خلط التمر والزبيب

ويرجع سبب تحريم تناول الخشاف إلى أن خلط التمر والزبيب وتخميرهما قد يؤدي إلى تخليق مواد مسكرة، وهو أمر منهي عنه في الإسلام، حتى لو كانت نسبة الإسكار ضئيلة، ومع ذلك، يوضح الإمام النووي في "شرح مسلم" أن النهي عن الجمع بين هذه الفواكه في النبيذ جاء لتجنب سرعة الإسكار قبل أن يتغير طعمه، ما قد يجعل الشارب يظن أنه غير مسكر في حين أنه قد يكون كذلك، وبحسب مذهب الجمهور، فإن هذا النهي محمول على كراهة التنزيه وليس التحريم، ما لم يكن المشروب مسكرًا بالفعل.

وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب النبيذ، وهو ما كان يُعرف عند العرب بالمشروب الناتج عن نقع الفواكه في الماء، وهو في حقيقته ما يعرف اليوم بـ"الخشاف". 

وشدد "كريمة"، على أن النبيذ في الزمن القديم يختلف تمامًا عن مفهوم النبيذ في العصر الحالي، مؤكدًا على أن الخشاف لا علاقة له بالخمر أو المشروبات المسكرة، حيث لا يتعرض لعملية الغليان التي تؤدي إلى تخليق الكحول، وبالتالي فهو حلال بإجماع علماء المسلمين المعتبرين.

آراء فقهاء

جاء في كتب الفقه أن مذهب جمهور العلماء يرون أن النهي الوارد في الأحاديث النبوية بشأن خلط التمر والزبيب في الإناء الواحد محمول على كراهة التنزيه، ما لم يؤدِّ إلى الإسكار، وفي هذه الحالة يصبح محرَّمًا بلا خلاف. 

بينما ذهب بعض فقهاء المالكية إلى تحريم هذا الخلط، في حين قال الإمام أبو حنيفة وأبو يوسف في إحدى الروايات عنه إنه لا كراهة فيه ولا بأس به، مستدلين بأن ما كان حلالًا عند تناوله منفردًا، يبقى حلالًا عند خلطه.

كما اختلف فقهاء المالكية حول ما إذا كان النهي خاصًا بالشرب فقط أم يشمل استخدامه في أغراض أخرى، إلا أن الرأي الأرجح لديهم يميل إلى التعميم، غير أن خلط هذه المكونات في صنع المعجون أو غيره فلا حرج فيه.

خلاصة النهي

يتضح من أقوال الفقهاء أن النهي عن خلط التمر والزبيب وغيره من الفواكه المجففة محمول على كراهة التنزيه، وذلك في الحالات التي يؤدي فيها الخلط إلى سرعة الإسكار، أما إذا ثبت الإسكار بشكل قاطع، فلا خلاف في تحريمه، وبالنسبة لما يعرف اليوم بـ"الخشاف"، والذي يتكون من التمر والتين والزبيب وغيرها من الفواكه المجففة، فإنه لا حرج في تناوله، ما لم يتعرض لعملية التخمير التي تؤدي إلى تخليق مواد مسكرة، حيث إن علة التحريم تكون قد زالت تمامًا.

مصراوي