بينما ينتظر الجميع انعقاد القمة العربية الطارئة، اليوم الثلاثاء في القاهرة، لمناقشة الخطة المصرية الخاصة بقطاع غزة، تكشفت بعض التفاصيل المهمة بشأن مضمونها.
الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة
ووفقًا لما ذكرته مصادر مطلعة، فإن الخطة المصرية تتركز على أن حل الدولتين هو المفتاح لإقامة علاقات طبيعية بين دول المنطقة وإسرائيل، كما أكدت القاهرة أن تحقيق هذا الحل من شأنه إنهاء حالة التوتر الدائم وفتح آفاق جديدة للاستقرار في الشرق الأوسط.
عودة السلطة الفلسطينية
وشملت "الخطة المصرية"، على مقترحًا لتدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية تحت إشراف كل من مصر والأردن، وذلك بهدف تولي مسؤولية حفظ الأمن في قطاع غزة، وتعتبر هذه الخطوة تمهيدًا لعودة السلطة الفلسطينية إلى إدارة القطاع بشكل كامل.
لجنة مؤقتة لإدارة غزة
وبحسب ما جاء في "الخطة المصرية"، فإنه سيتم تشكيل لجنة خاصة لإدارة شؤون غزة خلال مرحلة انتقالية تمتد لستة أشهر، وذلك بقرار فلسطيني، وتتكون هذه اللجنة من شخصيات تكنوقراط مستقلين، وستعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية لضمان إدارة محايدة وفعالة.
كما لفتت "الخطة المصرية"، إلى إمكانية دراسة مجلس الأمن لفكرة نشر قوات حفظ سلام دولية في الأراضي الفلسطينية، كجزء من الجهود الرامية إلى تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة.
التعامل مع سلاح الفصائل
ولم تغفل "الخطة" مسألة السلاح في غزة، حيث شملت على رؤية واضحة لكيفية التعامل مع سلاح الفصائل، من خلال أفق سياسي موثوق وعملية تدريجية تضمن تحقيق الاستقرار دون تصعيد جديد.
مساكن مؤقتة
أما عن الأوضاع الإنسانية في غزة، تضمنت "الخطة"، على توفير مساكن مؤقتة للنازحين في سبع مناطق مختلفة داخل القطاع، علاوة على العمل على التوصل إلى هدنة متوسطة المدى تمتد لفترة زمنية محددة.
إعادة إعمار غزة
أما عن إعادة إعمار غزة، فقد قدرت تكلفة مرحلة "التعافي المبكر" بنحو 3 مليارات دولار، وتصل هذه المرحلة لمدة ستة أشهر لتشمل إصلاح المرافق المتضررة وتوفير الاحتياجات الأساسية.
وتنقسم خطة إعادة الإعمار إلى مرحلتين رئيسيتين:
-
المرحلة الأولى: تمتد لعامين بتكلفة تصل إلى 20 مليار دولار.
-
المرحلة الثانية: تستغرق عامين ونصف العام، بتكلفة تُقدر بنحو 30 مليار دولار.
وبذلك تصل التكلفة الإجمالية لخطة إعادة الإعمار إلى حوالي 53 مليار دولار، كما شملت الخطة مقترحًا لإنشاء صندوق ائتماني بإشراف دولي، ليكون بمثابة آلية تمويلية تستقبل التعهدات المالية من الجهات المانحة.
مؤتمر دولي لحشد الدعم
كما طالبت "الخطة المصرية"، بعقد مؤتمر دولي في القاهرة في أقرب وقت ممكن، وذلك بهدف حشد الدعم المالي والدولي اللازم لإعادة إعمار غزة.
التمسك بحل الدولتين
والجدير بالإشارة أن المقترح المصري شدد على أهمية التمسك بحل الدولتين، معتبرًا أنه السبيل الوحيد لإنهاء أسباب التوتر والنزاعات في المنطقة، وتهيئة الظروف لإقامة علاقات طبيعية بين دول الإقليم وإسرائيل.
رفض خطة ترامب
وجاءت هذه التحركات المصرية المكثفة في الأسابيع الأخيرة كرد فعل على الطرح الأميركي المثير للجدل، الذي قدمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث أثار غضبًا عالميًا بعد اقتراحه خطة تتضمن "سيطرة أميركية" على غزة، وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مع تهجير سكانها الفلسطينيين إلى مصر والأردن.
والجدير بالذكر أن الدول العربية وقفت صفًا واحدًا لمعارضة هذا المقترح، وسارعت إلى تقديم حلول بديلة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفقًا للقرارات الدولية.