في ظل تعقيد المشهد السياسي وتفاقم التوتر في قطاع غزة، ظهرت تطورات جديدة قد تعيد رسم معادلة الصراع، حيث أبدى الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" انفتاحًا على مقترح عربي يشمل إعادة إعمار القطاع ضمن إطار سياسي أشمل.
وعلى الرغم من الدعم العربي الواسع لهذا المقترح، تستمر إسرائيل التعامل معه بتحفظ، إذ لم تعلن موقفًا واضحًا، في حين تناقش خيارات أخرى، بعضها أكثر تشددًا، من بينها سيناريو التهجير الجماعي لسكان غزة.
وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينيت) يبحث إنشاء وحدة خاصة داخل وزارة الدفاع تتولى إدارة عمليات الترحيل إلى دول أخرى، وهو مؤشر على أن الحكومة الإسرائيلية لا تستبعد هذا السيناريو، رغم الجدل الكبير الذي يحيط به.
مفاوضات واشنطن وحماس
وفي خطوة غير مسبوقة، دخلت الولايات المتحدة في محادثات مباشرة مع حركة حماس، وفقًا لمصادر سكاي نيوز عربية، حيث اقترحت أمريكا تمديد الهدنة في غزة لمدة شهرين، علاوة على فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، مقابل الإفراج عن عشرة رهائن إسرائيليين أحياء.
غير أن هذه الخطوة أثارت تحفظات كبيرة داخل إسرائيل، حيث اعتبر كوبي لافي، المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، أن هذا التحرك محفوف بالمخاطر، مؤكدًا على أن تل أبيب تدرس جميع الخيارات بناءً على المستجدات الميدانية.
وأردف "لافي": "إذا فشلت واشنطن في تحقيق اختراق حقيقي مع حماس، فلن يكون أمام إسرائيل سوى استئناف العمليات العسكرية بقوة أكبر".
كما يعتقد "لافي"، أن إسرائيل تنظر إلى هذه المفاوضات باعتبارها مناورة تكتيكية، مؤكدًا أن "حماس ليست جهة شرعية تمثل الفلسطينيين، بل هي تنظيم مدعوم من إيران، ولا يمكن الوثوق بالتوصل إلى تسوية دائمة معه".
التهجير.. خيار مطروح يواجه عقبات دولية وعربية
في الوقت الذي يتحدث فيه المجتمع الدولي عن حلول سياسية، يبقى خيار التهجير القسري حاضرًا في الأجندة الإسرائيلية، حيث تتم دراسة إمكانية ترحيل سكان غزة إلى دول أخرى ضمن خطة طويلة الأمد.
وفي سياق متصل، أكد "لافي"، أن التهجير ليس مجرد احتمال نظري، بل خيار يُبحث بجدية، خاصة في ظل غياب أي ضمانات حقيقية لأمن إسرائيل.
إلا أن هذا السيناريو يواجه عقبات سياسية كبيرة، حيث لا توجد دولة عربية أو غربية مستعدة لقبوله علنًا، بالإضافة إلى أنه قد يثير ردود فعل دولية غاضبة، ما قد يجعل من الصعب تنفيذه على أرض الواقع.
نتنياهو يناور.. والوقت في صالحه؟
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتباع تكتيك المراوغة السياسية، وبينما تزداد الضغوط الدولية، لاسيما من واشنطن والعواصم الغربية، للدفع نحو تسوية سياسية، يفضل نتنياهو المماطلة وعدم تقديم أي تنازلات ملموسة، ريثما يتمكن من فرض وقائع جديدة على الأرض قبل الدخول في أي التزام حقيقي.