بقلم:سميرة الخطيب
قال عزام الأحمد في تصريح لصوت فلسطين : لتكن الانتخابات معركة مع الاحتلال وشكلاُ من أشكال المقاومة . "ولن يكون هناك انتخابات بدون القدس". وأضاف : إننا "مصممون على إجرائها، ونريد أيضاً دراسة كل الاحتمالات الواردة والاتصالات التي قامت بها القيادة مع المجتمع الدولي بهذا الغرض لنستطيع أن نتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب .
إذن فهناك حيرة وتلعثم لدى السلطة الفلسطينية باتخاذ قرار حازم بشأن الانتخابات . فبعد أن تم التحضير جيداً لهذه الانتخابات ، وبعد أن تم حل جميع المشاكل القانونية والإدارية واللوغستية بشأنها ، وبعد أن تم الاتفاق مع جميع التنظيمات والأحزاب بشأنها وحل الخلافات بينها ، تأتي قضية القدس ، وهي قضية القضايا ، لتضعنا وتضع السلطة الفلسطينة أمام قرار هام : هل نقيم الانتخابات بأي ثمن ، حتى لو بثمن غياب القدس عنها ؟ هل نعطي الاحتلال شرعية ضمه للقدس ونسلم بأن المقدسيين لا ينتخبون في فلسطين ؟ أم نلغي أو نؤجل هذه الانتخابات إذا أصر الاحتلال على قراره بتغييب القدس عنها ، وبذلك نقول للعالم كله : لا دولة فلسطينية بدون القدس ! ولا دمقراطية فلسطينية بدون القدس ! ولا غنى عن السيادة الفلسطينية على القدس والمسجد الأقصى في أي حل وأية حال ! في الواقع فإن العدو الاسرائيلي لا يهمه إلغاء الانتخابات أو إجراؤها في موعدها ، وليس صحيحاً أنه يدفع لذلك ، إنما يهمه عدم إشراك المقدسيين في الانتخابات . بل إن أفضل ما يريده هو إجراء الانتخابات في موعدها ، وبنجاح ، لكن بدون القدس ، ولا يهمه النتيجة ولا يهمه من يفوز . ففوز الاحتلال بالقدس هو الفوز الأكبر .
ونحن يجب أن نفكر أيضاً من هذا المنطلق : القدس أولاً والقدس فوق الانتخابات . هناك في فتح من يفكر بوجوب تأجيل الانتخابات بسبب الشرذمة والانقسامات في فتح ، حتى يتم استعادة الوحدة الفتحاوية ومن ثم إجراء الانتخابات . وهناك في فتح من يضعون الانتخابات في قمة الأولوية ، حتى بدون القدس ، لاعتبارات شخصية وتنظيمية . لكن الأغلبية ، على ما يبدو ، يضعون الأولوية للمصلحة الوطنية وللمعركة على القدس ، وهذا يبدو واضحاً من بعض التصريحات والمقالات والوشوشات ، وهم محتارون فعلاً في اتخاذ القرار . أما الحل الوسط ، والذي جرت على أساسه الانتخابات الماضية ، فيبدو أن الاحتلال يحاول عرقلته أو إفراغه من مضمونه بحيث يمنع مشاركة قسم كبير من سكان القدس وبحيث يضفي مظلة اسرائيلية على القدس . لا شك أن الاحتلال يلعب على وتر القدس ويريد أن يؤكد سيادته مستغلاً قضية الانتخابات الفلسطينية . فقد جرت الليلة اعتقالات في القدس شملت بعض المرشحين لانتخابات المجلس التشريعي بحجة " نشاطهم غير القانوني في الانتخابات " .
وحاصرت مخابرات الاحتلال فندق "السانت جورج"، حيث كان من المقرر عقد المؤتمر الصحافي، قبل الفعالية ودققت في هويات المارة ومنعت عقد المؤتمر. وقبل ذلك جرى منع اجتماع تشاوري كبير في القدس . ولربما نحن نمنح العدو الفرصة بهذه اللعبة ليؤكد للجميع سيادته على القدس ، ونحن نشارك في اللعبة من حيث لا ندري ، أو من حيث حاجتنا الماسة للانتخابات أملاً في استكمال المصالحة الوطنية . لكن ، برأيي ، فإن القدس فوق الانتخابات وفوق المصالحة ! القدس خط أحمر ويجب أن يكون شعارنا وبوصلتنا : لا انتخابات بدون القدس ، حتى لو بثمن التأجيل . نقطة .