لقاء غير مسبوق في كابول.. لماذا اجتمع وفد واشنطن مع طالبان بمشاركة بشار المصري ؟

عقد وزير خارجية حكومة طالبان، أمير خان متقي، اجتماعًا في العاصمة الأفغانية كابول مع وفد أمريكي ضم شخصيات بارزة، من بينهم آدم بوهلر والمبعوث الأمريكي السابق زلماي خليل زاد، علاوة على رجل الأعمال الفلسطيني الأصل بشار المصري، وفقًا لما أعلنته وزارة الخارجية الأفغانية.

وناقشت المباحثات بين الجانبين عدد من القضايا، على رأسها العلاقات الثنائية بين أفغانستان والولايات المتحدة، ملف الإفراج عن السجناء، وتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين الأفغان المقيمين في الولايات المتحدة، فضلًا عن تعزيز أوجه التعاون السياسي والاقتصادي، دون أن يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بالاجتماع.

ومن جهته، شدد الوزير متقي، خلال اللقاء على أهمية طي صفحة عقدين من النزاع بين البلدين، مشددًا على ضرورة التوجه نحو بناء "علاقات سياسية واقتصادية" مستقرة بين كابول وواشنطن، مع التأكيد على أن الحوار المباشر هو السبيل الأمثل لتسوية القضايا العالقة بين الطرفين.

تطور في ملف السجناء وتعزيز الثقة المتبادلة

كما لفت المسؤول الأمريكي آدم بوهلر إلى حدوث "تقدم ملحوظ" فيما يتعلق بملف السجناء بين الجانبين، معتبراً أن هذا التطور يمثل "خطوة إيجابية لبناء الثقة"، بحسب ما جاء في البيان الصادر عن وزارة الخارجية الأفغانية.

وفي السياق ذاته، صرح نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية، حافظ ضياء أحمد، بأن الوفد الأمريكي الذي زار كابول يُعد أول وفد رسمي يصل إلى أفغانستان منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهامه في يناير/ كانون الثاني الماضي.

والجدير بالإشارة أن هذه الزيارة جاءت وسط تكهنات متزايدة حول توجهات إدارة الرئيس ترامب بشأن مراجعة سياستها تجاه طالبان، خصوصًا بعد انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي الأفغانية.

الإفراج عن أمريكي معتقل في أفغانستان بعد وساطة قطرية

وفي تطور موازي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، عن إطلاق سراح المواطن الأمريكي جورج غليزمان، الذي كان محتجزًا في أفغانستان لأكثر من عامين، مؤكدًا أنه غادر البلاد وهو في طريقه للقاء زوجته ألكساندرا في الولايات المتحدة.

وجاء الإفراج عن غليزمان، البالغ من العمر 66 عامًا، نتيجة مفاوضات مكثفة شارك فيها وسطاء قطريون وأمريكيون على مدار أسابيع.

وبدوره، كشف المبعوث الأمريكي السابق زلماي خليل زاد عبر منصة "إكس" نبأ إطلاق سراح غليزمان، موضحًا أن عملية الإفراج جاءت تتويجًا لجهود مستمرة، حيث قال: "تمكّنا من تأمين إطلاق سراح المواطن الأمريكي جورج غليزمان بعد أكثر من عامين من الاحتجاز في كابول".

وأردف خليل زاد أن "حكومة طالبان وافقت على إطلاق سراح غليزمان كبادرة حسن نية تجاه الرئيس الأمريكي والشعب الأمريكي".

ويجدر الإشارة إلى أن حركة طالبان كانت قد اعتقلت غليزمان في ديسمبر من عام 2022، بعد نحو 16 شهرًا من سيطرتها مجددًا على الحكم في أفغانستان، وفي سبتمبر2023، اعتبرت الولايات المتحدة أن احتجازه غير مبرر.

وبعد إغلاق السفارة الأمريكية في كابول في أغسطس 2022، لم يعد هناك وجود دبلوماسي أمريكي رسمي في البلاد، ما جعل من قطر وسيطًا رئيسيًا في مثل هذه القضايا، وأشاد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بالدور القطري، مؤكدًا أن "قطر أثبتت أنها شريك موثوق ووسيط فعال"، في إشارة إلى الجهود التي بذلتها الدوحة لتأمين الإفراج عن غليزمان.

والجدير بالذكر أن غليزمان هو ثالث مواطن أمريكي يتم إطلاق سراحه من أفغانستان خلال العام الجاري، بعد الإفراج عن ريان كوربيت وويليام ماكينلي في يناير الماضي، وذلك ضمن صفقة تبادل أسرى مع حركة طالبان.