ليلة القدر هي أعظم ليالي العام، وقد أنزل الله فيها القرآن الكريم، وجعلها خيرًا من ألف شهر. يترقب المسلمون ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، خاصة في الليالي الوترية، لما لها من فضل عظيم وأجر مضاعف. تتميز هذه الليلة المباركة بعلامات تدل عليها، وقد وردت في الأحاديث النبوية الشريفة إشارات واضحة إلى هذه العلامات التي تساعد المؤمنين على تحريها والاجتهاد في العبادة خلالها.
من أبرز علامات ليلة القدر شعور المؤمن بالطمأنينة والسكينة، حيث يكون القلب في حالة من الراحة والصفاء الروحي. كما أن الجو في هذه الليلة يكون معتدلًا، فلا هو حار ولا بارد، وهذه علامة واضحة تدل على ليلة القدر. ومن العلامات الأخرى أن الشمس تشرق صبيحتها بلا شعاع، كما ورد في الحديث النبوي الشريف: "صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها".
ليلة القدر هي ليلة تتنزل فيها الملائكة، كما ذكر الله في القرآن الكريم: "تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ"، وهذا دليل على أنها ليلة مليئة بالخير والبركة. إضافةً إلى ذلك، يشعر المسلمون في هذه الليلة بطمأنينة وسكينة غير عادية، مما يجعلها فرصة عظيمة للإكثار من الدعاء والتقرب إلى الله.
أدعية ليلة القدر.. دعاء نبوي مستجاب لسعة وتيسير الرزق في العشر الأواخر من رمضان | البوابة 24
"سكون الرياح".. تعرف على أبرز علامات ليلة القدر | البوابة 24
من أهم الأعمال التي يستحب القيام بها في ليلة القدر قيام الليل وقراءة القرآن، فقد قال النبي ﷺ: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه"، وهذا يوضح فضل الاجتهاد في العبادة خلال هذه الليلة المباركة. كما يُستحب الإكثار من الدعاء، ومن أفضل الأدعية التي وردت عن النبي ﷺ: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، وهو دعاء عظيم يفتح أبواب المغفرة والرحمة.
تحري ليلة القدر لا يكون في يوم محدد، ولكنها تقع في العشر الأواخر من رمضان، وأرجح الأقوال أنها في الليالي الوترية، مثل ليلة 21، 23، 25، 27، و29. ومن رحمة الله أن لم يحدد وقتها بالضبط حتى يجتهد المسلمون في العبادة خلال هذه الليالي المباركة.
اغتنام ليلة القدر يكون بالإكثار من الصلاة، وقراءة القرآن، والاستغفار، والصدقة، فهي ليلة تتضاعف فيها الحسنات، وتُرفع فيها الأعمال إلى الله. لذا، ينبغي للمسلم أن يجتهد في الدعاء والعبادة، طلبًا للرحمة والمغفرة.
ليلة القدر فرصة عظيمة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العام، ومن يدركها فقد نال خيرًا كثيرًا. لذا، يجب على كل مسلم ومسلمة أن يتحروا هذه الليلة المباركة، ويستغلوا فضلها في العبادة، والدعاء، وطلب العفو والمغفرة. اللهم بلغنا ليلة القدر واجعلنا من المقبولين فيها.
