بقلم: جلال نشوان
أطلت علينا قناة عودة بحلتها الرمضانية الجميلة ،فى برنامج وطنى جميل وعلى شكل مسابقة لانعاش الذاكرة الفلسطينية لتظل حاضرة فى نفوس الأمة ، وما لفت نظري ان المذيعة اخذت تتنقل بين الناس وكان سؤال المسابقة من الذى ألف النشيد الوطنى موطنى ؟
أن أهمية انعاش الذاكرة الفلسطينية تكمن فى كل محطات تاريخنا العريق لتحفظه الأجيال ويبقى ماثلاً فى وجدانها وكذلك فى ذاكرة أمتنا المجيدة التى تشكل لنا عمقاً استراتيجياً ،لان انعاش الذاكرة هو بمثابة صورة واقعية وحية ونابضة عن وطننا والاحداث الجسام التى مر بها ،فلا احد ينكر اهمية التاريخ فى مختلف الأزمان ، وكل الأمم المتطورة التى تولى اهتماما بتاريخها وحضارتها ،تقيم من أجله المكتبات الخاصة والمراكز والمتاحف وتختار لأجله المتخصصين فى مجال التوثيق والتحليل والتمحيص ، لان لديها قناعة راسخة ان انعاش الذاكرة والتوثيق واسترجاع ما مضى هو صورة واقعية وحية لفلسطين الوطن والهوية
واذا كان هذا البرنامج المبدع قد انعش ذاكرة شعبنا وامتنا ،فانه يجب على المختصين والباحثين ان يشمروا عن سواعدهم للبحث ورصد الوقائع وتأريخ العادات والتقاليد وأن لا يتركوا صغيرة وكبيرة حتى يوثقوا فى ابحاثهم وكتبهم البحثية والتوثيقية لتستفيد منه الاجيال على مر العصور والأزمان وكذلك المناقشة الجادة للاستفادة من الكثير من التفاصيل ،خاصة وان شعبنا الذى تعرض لظلم تاريخى بشع ، يجب توثيقه وتأريخه لاجيالنا وامتنا والعالم كله
انعاش الذاكرة يشكل حافزاً كبيراً للمختصين لان الأمم التى لم تكترث بتاريخها ولم توثقه بالشكل العلمي الصحيح بقيت أمم تهرول فى مكانها من دون ان تتقدم خطوة واحدة الى الامام وفى أحايين كثيرة تتقهقر الى الأمام وكان ليس لها تاريخ ،فلا يوجد دولة فى هذا الكون تريد لنفسها مواكبة الدول المتطورة فى مختلف المجالات من دون ان يكون لها مراكز ابحاث ودراسات وبرامج تنعش ذاكرتها لتظل أمة حية وحضارتها ذات جذور عميقة ...
شكرا قناة عودة وشكراً لمعالى الوزير الأستاذ أحمد عساف وكل الاخوة العاملين على هذا البرامج التى تبعث فى النفس الارتياح والطمأنينية وتوصل رسالة سامية الى ابنائنا لاستخلاص لفهم عميق لما مر به شعبنا من احداث جسام مارس فيها المحتل الغازى جرائم فاقت فى بشاعتها ممارسة النازيين فى عهود سابقة
ان مسؤولية كتابة التاريخ وتوثيق كافة محطاته يبرز طاقة ابنائنا وكفاءاتهم وقدراتهم البشرية فى مجال الدراسة والبحث والتوثيق المبنى على اسس علمية رصينة ، وبذلك نكون اوصلنا رسالتنا السامية لكل المجتمعات الانسانية