البوابة 24 - حنان شبات
بعد هدنة استمرت قرابة شهرين، عادت الحرب إلى قطاع غزة مع استئناف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية، ما أسفر عن سقوط أكثر من 400 شهيد و500 مصاب في الأيام الأولى للتصعيد الجديد. وفي خطاب متلفز، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المفاوضات المستقبلية "لن تجرى إلا تحت النار"، في إشارة إلى نية إسرائيل مواصلة عملياتها العسكرية بالتزامن مع أي جهود دبلوماسية.
إسرائيل تستأنف العمليات البرية والجوية
أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية واسعة في وسط وجنوبي قطاع غزة، متذرعًا بضرورة إنشاء "منطقة دفاعية" تفصل بين شمالي القطاع وجنوبه. وفرض الجيش قيودًا صارمة على حركة المدنيين، محذرًا سكان غزة من التنقل عبر محور صلاح الدين، مشيرًا إلى أن العبور سيكون متاحًا فقط عبر شارع الرشيد الساحلي.
حماس تندد وتطالب بالتدخل الدولي
في ردها على التصعيد، وصفت حركة حماس الهجوم الإسرائيلي بأنه "انتهاك خطير" لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي. وأكد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، أن الحركة "لم تغلق باب التفاوض"، لكنها شددت على ضرورة التزام إسرائيل بالاتفاق المبرم وتنفيذ المرحلة الثانية التي تشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
موقف أمريكي داعم لإسرائيل
أعربت الإدارة الأمريكية عن تأييدها الكامل لاستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يدعم بشكل كامل" التحركات العسكرية الإسرائيلية، محملاً حركة حماس مسؤولية انهيار الهدنة. وأضافت الخارجية الأمريكية أن هناك "خطة مؤقتة" لتمديد وقف إطلاق النار، لكن احتمالات نجاحها تتضاءل بسرعة.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في غزة، مشيرة إلى أن أكثر من 80% من المستشفيات والمراكز الطبية خرجت عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي المستمر، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود. ويعمل ما تبقى من المنشآت الصحية بأضعاف طاقتها، ما يهدد حياة آلاف المصابين الذين لا يجدون أماكن لتلقي العلاج.
تضاؤل فرص التهدئة
امتدت المرحلة الأولى من الاتفاق بين إسرائيل وحماس لمدة 6 أسابيع، وأدت إلى إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيليًا، بينهم 8 جثث، مقابل الإفراج عن 1800 معتقل فلسطيني. وفي حين كانت هناك مساعٍ أمريكية لتمديد الهدنة حتى منتصف أبريل المقبل، تصرّ إسرائيل على استمرار عملياتها العسكرية، بينما تؤكد حماس ضرورة استكمال المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تتضمن وقفًا نهائيًا للحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
مخاوف من تصعيد أكبر
يخشى المراقبون من أن تؤدي العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى انهيار كامل للهدنة، خصوصًا مع استمرار الغارات الجوية والتوغل البري. في المقابل، يواصل الوسطاء الدوليون جهودهم لإعادة ضبط الأوضاع، لكن مع تعنت إسرائيل وتصاعد العمليات القتالية، تبدو فرص العودة إلى طاولة المفاوضات أكثر ضبابية من أي وقت مضى.