نشرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح السبت، تقريراً مفصلاً حول آخر تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلى جانب استكمال صفقة تبادل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
ووفقاً لما أوردته الصحيفة، فإن الأجواء في القاهرة تتسم بتفاؤل حذر حيال إمكانية إحراز تقدم خلال الساعات القادمة خاصة مع اقتراب عيد الفطر، حيث يسعى الوسطاء إلى التوصل إلى "هدنة مؤقتة" كخطوة تمهيدية نحو اتفاق أوسع.
اقرأ أيضًا:
- وفد أمني مصري يصل الدوحة لمواصلة مفاوضات التهدئة في غزة
- صحيفة تكشف عن تطور هام في مفاوضات وقف إطلاق النار.. ما هو؟
تسريع وتيرة المفاوضات
وأكدت مصادر مصرية مطلعة أن القاهرة تعمل على تسريع وتيرة المفاوضات عبر تقديم مقترحات عملية تحظى بدعم أميركي وقطري، في محاولة لتجاوز العقبات التي تضعها إسرائيل، لا سيما تلك المتعلقة بآلية إدخال المساعدات والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وأوضحت المصادر أن تل أبيب لا تزال تماطل بطرح شروط معقدة تعيق التوصل إلى اتفاق.
وبحسب مصادر مقربة من المفاوضات، فإن المقترح المصري يشمل وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار لمدة 50 يوماً، مقابل الإفراج عن خمسة أسرى إسرائيليين، إلى جانب إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، كما يتضمن تفعيل آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بكميات كافية، تشمل المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الأساسية.
ورغم عدم إعلان حركة "حماس" موقفها الرسمي من هذا المقترح، إلا أن التسريبات تشير إلى أنها أبدت استعداداً للتجاوب مع الطروحات المصرية، والتي تتضمن إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي-الأميركي عيدان ألكسندر، استجابةً لطلب واشنطن، لكنها تشترط وجود ضمانات بتنفيذ المرحلة الثانية التي تشمل وقف الحرب بشكل كامل.
وفي المقابل، ترى مصر أن تحقيق ذلك غير ممكن دون ضغوط أميركية حقيقية، والتي لا تزال غير كافية حتى الآن.
ضمانات دولية واضحة
وترى القاهرة أن إنجاح الاتفاق يستلزم تقديم ضمانات دولية واضحة تلزم إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية وعدم عرقلة تنفيذ الهدنة، لذلك، تكثف مصر جهودها مع الولايات المتحدة لضمان عدم عرقلة جهود الوساطة، خاصة مع بوادر انفتاح الإدارة الأميركية تجاه المقترح المصري.
وفي هذا السياق، صرح مسؤول مصري بارز للصحيفة بأن بلاده تسعى للضغط على جميع الأطراف، بما في ذلك واشنطن، لدفع إسرائيل نحو تقديم تنازلات حقيقية تسهم في التوصل إلى اتفاق.
كما شدد على أن استمرار الحرب يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني ويزيد المخاطر الأمنية في المنطقة، الأمر الذي دفع مصر إلى تكثيف اتصالاتها مع دول فاعلة مثل السعودية وتركيا لتوحيد الموقف العربي والإسلامي دعماً لجهود وقف إطلاق النار.
أما فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، فإن مئات الشاحنات المحملة بالإمدادات لا تزال عالقة عند معبر رفح، حيث أكدت المصادر المصرية أن القاهرة أبقت المعبر مفتوحاً من جهتها، بينما تستمر إسرائيل في عرقلة دخول المساعدات.
ووصف المسؤول المصري هذا الوضع بأنه "غير مقبول"، مشدداً على أن استمرار تعطيل المساعدات يتعارض مع الاتفاقات قيد التفاوض، محذراً من أن غزة تقترب من كارثة إنسانية غير مسبوقة، مما يستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً.