تسريب خطير من نتنياهو بشأن غزة يشعل الغضب داخل الجيش.. ما القصة؟

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

أثيرت موجة من الغضب داخل الجيش الإسرائيلي عقب إعلان رئيس حكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عن تفاصيل العمليات البرية التي ينفذها جيش الاحتلال في قطاع غزة، حيث صرح بشكل واضح: "نحن نسيطر على محور موراغ، سيكون هذا محور فيلادلفيا الثاني، محور فيلادلفيا الإضافي"، وهو ما يخالف تعليمات الرقابة العسكرية التي رفضت نشر أي تفاصيل عن هذه العمليات.

انتقادات حادة من الجيش

وفقًا لما ذكرته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، فإن الرقابة العسكرية كانت قد رفضت سابقًا الكشف عن التحركات العسكرية في محور موراغ، حيث شدد رئيس الأركان، إيال زامير، على أهمية الحفاظ على الغموض العملياتي لضمان سلامة القوات. 

ولفتت "الصحيفة العبرية"، إلى أن هناك استياءً متزايدًا في الجيش بسبب إعلان نتنياهو، ومن المرتقب أن تتم مناقشة هذه القضية في الاجتماعات الداخلية للمؤسسة الأمنية.

والجدير بالإشارة أن محور موراغ يقع بين مدينتي خانيونس ورفح، وهو يحمل اسم مستوطنة إسرائيلية سابقة تم إخلاؤها خلال انسحاب الاحتلال من قطاع غزة عام 2005، وتشارك ثلاث فرق عسكرية رئيسية في العمليات الجارية، وهي فرقة الاحتياط 252، وفرقة غزة، والفرقة 36. 

كما تواجه قوات الاحتلال ضغوطًا متزايدة بسبب استنزاف جنود الاحتياط، ما دفع قيادة الجيش إلى تجنب استدعاء المزيد منهم إلا في الحالات الضرورية، لتخفيف الأعباء عليهم ومنحهم فرصة لاستعادة توازنهم.

توسيع العمليات العسكرية في شمال غزة

وكان جيش الاحتلال صباح اليوم الجمعة، قد أعلن عن توسيع نطاق العمليات البرية في شمال قطاع غزة، حيث بدأت قواته العمل في منطقة الشجاعية، وأدعى الاحتلال أن الهدف من هذه الخطوة هو "تعميق السيطرة وتوسيع المنطقة الدفاعية"، كما زعم أنه تم قتل عدد من المقاومين وتدمير بنى تحتية عسكرية، من بينها "مجمّع قيادة استخدمه عناصر من حماس".

وفي هذا الإطار، كشفت مصادر عسكرية، إن رئيس الأركان يرى أن العامل الوحيد الذي قد يوقف العمليات العسكرية المتزايدة في غزة هو إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، كما ترى قيادة الاحتلال أن استمرار العمليات يضغط على الشارع الغزي، في محاولة لدفعه للاحتجاج على حركة "حماس".

غياب الرؤية السياسية لمرحلة ما بعد الحرب

وبالرغم من استمرار العمليات العسكرية، إلا أن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية يشيرون إلى غياب توجيهات واضحة من المستوى السياسي بشأن مستقبل غزة بعد انتهاء العمليات، ويعتقدون أن هذا الفراغ في اتخاذ القرارات قد يؤثر سلبًا على ما يصفونه بـ"إنجازات العملية العسكرية".

والجدير بالذكر أن الادعاءات الإسرائيلية بشان استهداف المقاومة تتزامن مع استمرار المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، حيث تواصل قوات الاحتلال عمليات القصف المكثف، وسط تزايد أعداد الضحايا، في ظل أوضاع إنسانية كارثية يعيشها سكان القطاع.

يسرائيل هيوم