بعد أزمة فصل الجنود.. فئات جديدة في إسرائيل تنضم لدعوات وقف الحرب على غزة

الحرب على غزة
الحرب على غزة

كشفت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الجمعة، عن توقيع نحو 2000 من أعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات الإسرائيلية على عريضة جماعية تطالب بوقف الحرب الجارية على قطاع غزة، والعمل على إعادة جميع الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين. 

ووفق ما أوردته القناة، فقد شدد الأكاديميون في بيانهم على أن "الوسيلة الوحيدة الكفيلة بعودة الأسرى بسلام هي التوصل إلى اتفاق، في حين أن استمرار الضغط العسكري يعرض حياتهم للخطر، وقد يؤدي غالباً إلى مقتلهم"، كما اعتبر البيان أن الحرب الدائرة لم تعد ذات أبعاد أمنية، بل باتت تستخدم لخدمة مصالح سياسية وشخصية ضيقة.

اقرأ أيضًا:

تضامن مع الطيارين

وفي تطور لافت على صعيد المؤسسة الأمنية، ذكرت القناة 13 العبرية أن مئات من جنود الاحتياط في الوحدة 8200، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أعلنوا انضمامهم إلى رسالة سبق أن أطلقها طيارون في الجيش الإسرائيلي، والتي دعت صراحة إلى وقف العمليات العسكرية في غزة وإعادة الأسرى إلى ذويهم، ما يعكس اتساع دائرة الأصوات الرافضة لاستمرار الحرب حتى داخل الأجهزة الأمنية الأكثر حساسية.

وفي السياق ذاته، وقّع نحو 100 طبيب عسكري إسرائيلي في صفوف قوات الاحتياط على عريضة مماثلة موجهة إلى الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، وكذلك إلى قيادة الجيش والكنيست، طالبوا فيها بإنهاء الحرب والدخول في عملية تبادل للأسرى. 

وأكد الأطباء في نص العريضة أن استمرار القتال يعد انتهاكًا لمبدأ "قدسية الحياة"، ويتعارض مع القيم الطبية العسكرية التي تفرض عدم التخلي عن أي جندي في ساحة المعركة، مشيرين إلى أن تجاهل مصير الأسرى يمثل خيانة لهذه المبادئ الإنسانية.

وبحسب ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي، فقد أكد المبادرون إلى العريضة أنهم لا يدعون إلى التمرد على أوامر الخدمة العسكرية، بل أعربوا عن التزامهم الكامل بأداء واجباتهم، موضحين أن العديد منهم تلقى بالفعل أوامر استدعاء جديدة، ويستعدون لتنفيذها. 

لكنهم شددوا في الوقت نفسه على ضرورة أن تكون القيادة العسكرية والسياسية على وعي تام بالواقع المتغير، وعلى أن يتحرك القرار السياسي بناءً على معطيات موضوعية وليس بدوافع ضيقة.

احتجاجات داخل الجيش

ولم تقف الدعوات عند هذا الحد، إذ امتدت حركة الاحتجاج داخل الجيش لتشمل مئات الجنود في سلاحي البحرية والمدرعات، والذين وقّعوا عريضة مماثلة تطالب بوقف الحرب والدخول في مفاوضات جدية لإبرام صفقة تبادل. 

وانضم هؤلاء إلى نحو ألف طيار احتياط ومتقاعدين سبق أن نشروا عريضة مشابهة قبل أيام، مما يعكس تصاعد الانقسام داخل المؤسسة العسكرية حول جدوى الحرب وغاياتها.

ردًّا على هذه التحركات، قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، إبعاد الطيارين الموقعين على العريضة من الخدمة العسكرية، في حين هاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هؤلاء المعترضين، واصفًا إياهم بـ"المتطرفين"، في خطوة تكشف عن حدة التوتر بين القيادة السياسية وبعض أطياف النخبة العسكرية والمدنية في إسرائيل حول مستقبل الحرب في غزة.

سكاي نيوز