سلطت تقارير إعلامية إسرائيلية، صادرة عن مؤسسات بحثية وصحف عبرية، الضوء على تصاعد غير مسبوق في لهجة الخطاب الإعلامي المصري تجاه إسرائيل، وسط توتر سياسي متزايد بين البلدين.
ووفقاً لما نقله موقع "دافار1" العبري، فإن الإعلام المصري الرسمي وشبه الرسمي يشهد تنامياً ملحوظاً في اللهجة الناقدة لتل أبيب، مترافقاً مع دعوات لضرورة إعادة تقييم اتفاقية السلام الموقعة منذ عقود بين الجانبين.
اقرأ أيضًا:
- مصدر أمني إسرائيلي يتوعد حماس بعد رفض مقترح الصفقة.. وهذا ما قاله
- انهيار حقيقي.. أزمات متفاقمة داخل جيش الاحتلال تعصف بطموح زمير في غزة
دعم حركة حماس
وبحسب الموقع، فإن وسائل الإعلام المصرية بدأت تظهر دعماً متزايداً لحركة حماس، إلى جانب ارتفاع وتيرة المطالبات بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي السياق ذاته، نشر معهد "ميمري" الإسرائيلي، المتخصص في تحليل الخطاب العربي، دراسة مفصلة أكد فيها وجود تصعيد حاد في الخطاب المعادي لإسرائيل داخل الإعلام المصري، واعتبر أن هذه الحدة تعززت عقب الكشف عن قضية "قطر غيت" التي تحدثت عن مزاعم بتنسيق بين مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين قطريين من أجل تقويض الدور المصري في ملف المصالحة الفلسطينية.
كما أظهرت دراسة "ميمري" أن وسائل الإعلام المصرية اتهمت إسرائيل صراحة بانتهاك اتفاقية السلام، مسلطة الضوء على الانتهاكات المتكررة في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع التركيز على أحقية مصر في الدفاع عن أمنها القومي، والتذكير بالتطور الكبير في القدرات التكنولوجية والعسكرية للجيش المصري.
خرق كامب ديفيد
وفي هذا السياق، برزت تصريحات رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" الرسمية الذي حمل إسرائيل مسؤولية خرق اتفاقية كامب ديفيد، مشدداً على أن مصر تمتلك قدرات ردع كافية لحماية مصالحها.
وتزامنت هذه التصريحات مع زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة في أبريل 2025، والتي أسفرت عن توقيع اتفاق دعم مالي بقيمة 7.5 مليار دولار، ما أُعتبر تحركاً استراتيجياً مصرياً يفهم في سياق الرد على التهميش الإسرائيلي لدور القاهرة في الإقليم.
وتأتي هذه التطورات في ظل أجواء مشحونة تسود العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، بفعل ملفات متشابكة؛ على رأسها الضغوط الإسرائيلية لتعديل الترتيبات الأمنية في سيناء، والاعتراض المصري على التصعيد العسكري المستمر في قطاع غزة، بالإضافة إلى التباينات في التعاطي مع الوضعين اللبناني والسوري.
وترى دوائر التحليل السياسي أن ما يحدث على الساحة الإعلامية ليس مجرد خلافات خطابية، بل انعكاس لتوترات استراتيجية أعمق تهدد بتغيير معادلات التحالف التقليدية في المنطقة.