إسرائيل تسعى للحكم العسكري في غزة باستخدام هذا السلاح

الجيش الإسرائيلي
الجيش الإسرائيلي

تسعى إسرائيل إلى فرض مرحلة جديدة من الضغط على حركة حماس من خلال التلاعب بورقة المساعدات الإنسانية، مستغلة الظروف الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة والمظاهرات التي خرجت ضد الحركة. 

ويرى مراقبون أن هذه الخطة ليست سوى مقدمة لإرساء قواعد إدارة عسكرية إسرائيلية للقطاع، تسهل تنفيذ عمليات تهجير ممنهجة للفلسطينيين، من خلال التحكم المباشر في عمليات توزيع الإغاثة.

اقرأ أيضًا:

السيطرة الكاملة على غزة

وفي هذا السياق، أكد بركات الفرا، نائب الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية وسفير فلسطين الأسبق في القاهرة، أن إسرائيل تهدف إلى السيطرة الكاملة على سكان غزة، بحيث تتحكم في من يستحق الحصول على الغذاء والمساعدات، وتستخدم ذلك كوسيلة إذلال لمن تبقّى حيًّا، بعد أن قتلت أهاليهم، ودمّرت بيوتهم، وشرّدتهم في أرجاء القطاع. 

وأضاف أن تل أبيب تعمل من خلال هذه السياسة على خلق بيئة مناسبة لتجنيد عملاء وجواسيس، بينما تواجه معارضة محدودة من بعض الأطراف الإقليمية والأوروبية، تصطدم بجدار الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل.

من جانبها، وصفت الباحثة المقيمة في غزة، إلهام شمالي، الخطة الإسرائيلية بأنها تحمل "سيناريو مرعب"، إذ تُخطط إسرائيل لجعل المساعدات تمرّ عبر نقاط عسكرية تابعة لجيشها، أو إدارات مدنية تعمل تحت إشرافه المباشر، مما يتطلب من الأهالي النزوح إلى مناطق تسيطر عليها كليًا في رفح، الشجاعية، وبيت حانون، حيث تنشأ مخيمات إيواء يتم فيها تجميع سكان القطاع. 

الوضع الإنساني في غزة

وأشارت إلى أن هذه الخطة سبق أن رفضت من شيوخ العائلات والمخاتير، ما دفع الجيش إلى فرض توزيع المساعدات بطريقة عشوائية خلقت فوضى وانعدامًا للثقة.

وأضافت شمالي أن الوضع الإنساني في غزة يتدهور بسرعة، والمخزون الغذائي على وشك النفاد، مما ينذر بموجة مجاعة جديدة، وتوقعت أن إسرائيل قد تسعى إلى تنفيذ خطتها بشكل عسكري، بعد إحكام السيطرة على مناطق حيوية ضمن ما يعرف بخطة "الأصابع الخمسة"، التي تهدف إلى تقطيع أوصال القطاع.

أما الإعلامي المصري حسن علي، رئيس الإذاعة العبرية في الهيئة الوطنية للإعلام، فرأى أن هذه الخطة ما هي إلا مناورة إسرائيلية جديدة تستهدف كسب الوقت لتكثيف الهجمات العسكرية، وتضييق الخناق على غزة. 

وأوضح أن إسرائيل، في حال خضعت للضغوط الدولية ووافقت على توزيع المساعدات، ستقوم بذلك وفق صيغة تُمكّنها من تحقيق أكبر قدر من المكاسب، مشددًا على أن الهدف الحقيقي من الخطة لا يقتصر على تقويض حماس، بل يشمل إذلال وتركيع سكان القطاع ككل، لإجبارهم على الضغط بدورهم على المقاومة، واختتم بأن نتنياهو يسعى لتحقيق أهدافه بكل الوسائل، دون اعتبار لأي كلفة إنسانية أو سياسية.

إرم نيوز